عادت عجلة اللجنة المشتركة العليا بين المغرب وبلجيكا بعد جمود دام عشر سنوات، عقب تجاوز البلدين "البرود الدبلوماسي" الناجم عن ملفات الهجرة واللجوء، إذ أكد عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، اليوم الإثنين بالرباط، أن "اجتماع اليوم تعبير عن متانة العلاقات". وخلال كلمته بمناسبة افتتاح اجتماع اللجنة مع نظيره رئيس الحكومة البلجيكية، ألكسندر دي كرو، قال أخنوش إن "هاته الدورة الثالثة تهدف إلى الرقي بالعلاقات بين البلدين، برعاية قائديهما، كما تعد فرصة لتقييم حصيلة التعاون في العديد من المجالات، مع بحث سبل الارتقاء بها". وأضاف المسؤول الحكومي ذاته: "هاته الدورة تنعقد في سياق إقليمي معقد يهدد الأمن الإقليمي للمنطقة، وهو ما يدفعنا إلى جانب بلجيكا إلى تعزيز التعاون الثنائي، بما يخدم المنطقة الأورومتوسطية". واعتبر رئيس الحكومة أن "اللقاء فرصة مهمة من أجل التفكير في بلورة أساليب جديدة لبناء شراكات قوية، بما يستجيب للوضع الراهن"، مؤكدا أن "المغرب يعبر عن ارتياحه للعلاقات القوية والثنائية بين البلدين، ومستوى الحوار السياسي وتبادل الخبرات، والاتفاقيات الموقعة". ومع الإعلان المشترك سنة 2022، شدد أخنوش على أن "هاته السنة تعد محطة مهمة في هاته العلاقات"، وزاد: "اليوم تعبر عن متانتها وقوتها، وكذا قدرتها على امتصاص مختلف التحديات التي تفرض عليها تعزيز التنسيق لمواجهة كل ما قد يواجه علاقاتنا، وذلك خدمة لأوروبا وإفريقيا". وبخصوص ملف الصحراء، بين رئيس الحكومة أن "الرباط تثمن موقف بلجيكا الداعم لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، واصطفاف بروكسيل إلى جانب العديد من الدول الأوروبية الداعمة للمبادرة المغربية"، مؤكدا أن "الرباط تنخرط في كل الشراكات المبنية على الاحترام المتبادل". وذكّر المتحدث ذاته بمبادرة العاهل المغربي الأطلسية، مردفا: "المبادرة توفر فرصا للاستثمار، كتفعيل أنبوب الغاز النيجيري المغربي. وتحرص الرباط على مواكبة دول الساحل من خلال هاته المبادرة في شتى المجالات"، وتابع بأن "للمغرب طموحا واضحا في ظل قيادة العاهل المغربي، إذ يأخذ بعين الاعتبار موقعه الإستراتيجي، خاصة على المستوى الاقتصادي". "رغم التعاون المثمر المسجل اقتصاديا فإن بلجيكا مدعوة إلى تقوية الاستثمار في المملكة، والاستفادة من الفرص المهمة التي توفرها الرباط في مجال الاستثمار"، يواصل أخنوش، كاشفا أن " منتدى الأعمال الاقتصادي بين رجال الأعمال المغاربة والبلجيكيين ينطلق يوم غد، ما سيمكننا من تحقيق ارتقاء في التعاون الاقتصادي المشترك". هذا التعاون بالنسبة لرئيس الحكومة من الممكن أن "يعزز الوضع المتقدم للمغرب مع الاتحاد الأوروبي، باعتبار بروكسيل من المؤسسين للاتحاد، وكذا من الداعمين للحفاظ على هاته الشراكة في مواجهة خصوم المملكة ووحدتها الترابية". كما أشاد أخنوش بالدور الحيوي الذي تلعبه جاليتا البلدين باعتبارهما عنصرا أساسيا في تعزيز التعاون بين البلدين، منوها ب"مساندة بلجيكا للمغرب في محنة الزلزال، ودعمها له في مرحلة إعادة البناء". ولفت رئيس الحكومة الانتباه إلى أن "المغرب متشبث بالشراكة الحالية مع بلجيكا، ومواصلة التعاون، ومعالجة الملفات على المستوى القضائي والهجرة، بما يساهم في الرقي بالعلاقات".