إذا كانت للانتخابات من حسنة تجود بها على المغاربة فهي تلك الحسناء التي قلبت موازين القوى وزادت من الراغبين في التصويت و هو ما سيرفع من نسبة المشاركة، خصوصا في أوساط الشباب. "" نحن هنا لا نتكلم عن هيفاء وهبي و نانسي عجرم و غيرهما من الحسناوات اللواتي تشد لهن الرحال من جميع أقطار المغرب كلما وطأت أرجلهن الشريفة أرضه، بل نتكلم عن مرشحة حزب "التراكتور" بدائرة بو قنادل، الفاتنة كوثر. هذه الشابة التي رفعت شعار التغيير، حيث أنها غيرت في كل شيء، حتى تلك الصورة النمطية للمرشح ذو البذلة و ربطة العنق، فلبست "بودي بخويطات" وعوض أن تكشف عن برنامجها الحزبي كشفت عن نصف صدرها و عوض أن تخاطب عقول الناخبين خاطبت غريزتهم الجنسية، كاشفة عن كل ذلك "الخير" الذي حباها الله به من جمال. هذه الطريقة الجديدة لاستمالة الناخبين، يبدو أنها آتت أكلها، فقد أعرب بعض العازفين عن التصويت عن استعدادهم للمشاركة وتقديم أصواتهم لصالحها. كيف لا وهي على الأقل استطاعت أن تحرك "شيئا" في المواطن الذي أصبح "كاعي" على الوقت. وهذا الإنقلاب في صفوف المعارضين للتصويت، يقول أحدهم، سببه سياسة الحزب الجديد، هذا الأخير الذي خبر مشاكل المواطنين الحقيقية و قدم لهم بدائل مثالية، و أكبر مثال على ذلك تقديمه لمرشحة بصدر رحب يتسع لهموم المواطنين. فيما يرى البعض أن نجاح مرشحة من هذا النوع "المفتوح" على مشاكل المواطنين سيزيد من مردودية العمل الجماعي، فمن المستحيل أن يتغيب أحد عن اجتماع تحضره عضوة بهذا القدر من القرب لمشاعر المواطنين. وتعتبر هذه سابقة من نوعها، إذ يلتجئ حزب إلى مخاطبة أشياء أخرى غير بطون و جيوب المواطنين في سبيل حصوله على أصوات عدد أكبر منهم. يبقى يوم 12يونيو، يوم الفصل الذي سيبين مدى نجاح التجربة، قصد تعميمها على باقي الأحزاب خلال الاستحقاقات القادمة، هذا النجاح الذي سيقاس بنجاح المرشحة "المتطرفة" –التطرف هنا لخروجها عن المألوف- و بنسبة المشاركة في دائرة ترشحها. غير أن ما يخشى هو عزوف الشابات اللواتي سيشعرن بالغيرة لا محالة من كل هذا الاهتمام بنجمة الانتخابات، صاحبة الصدر الحنون. ما سيشكل ضربة قاسية لنسبة المشاركة، إذا علمنا أن العنصر النسوي يعول عليه للرفع منها. وإلى ذلكم الحين "ليشاف شي إيقول الله إستر"