لن يستغرب المواطن المغربي، خلال شهر رمضان المقبل، إذا وجد في الأسواق المغربية تمورا تحمل أسماء لشخصيات اعتاد مشاهدتها على شاشة التلفزيون أو خشبة المسرح، كما هو الشأن بالنسبة إلى الفنانتين اللبنانيتين نانسي عجرم، وهيفاء وهبي، والشخصية الكرتونية "كرومبو". شخصيات ستكون حاضرة بين أطباق مائدة إفطار الشهر الكريم، بعدما قرر مصدرو التمور في عدد من الدول العربية، من بينها مصر، وتونس، إلى اعتماد الأسماء سالفة الذكر كعلامات تجارية لتسويق بضاعتهم في الشهر الفضيل. ومن المنتظر أن تعزز هذه الأسماء الجديدة لائحة الأسماء المغربية الموزعة بين "البلوح" و"بوزكري" و"المجهول"، التي اعتاد أن يزين بها المواطن المغربي مائدة إفطاره، خلال شهر الصيام. لكن هل ستكون "هيفاء ونانسي"، التمور طبعا، وليست الشخصيات، في متناول الجميع وبأسعار معقولة، خاصة أنها وضعت في الأسواق العربية بأثمنة تبتدئ ب 3 دولارات أميركية، نظرا لجودتها وطراوتها إضافة إلى حلاوة طعمها؟. وهل يستطيع الصائم المغربي حل ألغاز المفتش "كرومبو" بمجرد تذوق إحدى حبات تموره؟. هذه الأسئلة سيجيب عنها السوق المغربي، الذي تبقى أسعاره مرتفعة دون نانسي ومواطنتها هيفاء. اختيار صاحبتي "بوس الواوا" و"شخبط شخابيط" لعرضهما الجديد، خلال شهر رمضان، بطريقة انفرادية كما اعتادتا دائما، يأتي بعد سنوات من سيطرة السياسيين ونجوم الرياضة على أسماء التمور. أما الاستعانة بأسماء بعض الشخصيات الكرتونية للمرة الأولى للترويج لهذا النوع من السلع الذي يتكاثر عليها الإقبال في الشهر الكريم، يأتي أيضا لوضع الأطفال، خاصة الصائمين منهم، على رأس قائمة المقبلين على بدء إفطارهم بتمور تحمل اسم "كرومبو". وتعيش الأسواق العربية حالة من الإقبال على هذه الأنواع من التمور، خاصة أن الكميات التي وضعت، خلال هذه الفترة، تبقى محدودة في انتظار طرح كميات أخرى مع حلول الشهر الفضيل. إلى ذلك تعيش الفنانتان خلال هذه الأيام حالة من الانتعاش الفني، عبر مشاركتهما في العديد من التظاهرات الفنية العربية والعالمية، ومن المنتظر أن ترتفع أسهمهما في السوق الفنية مع انتشار علامات التمور، التي تحمل اسميهما في الأسواق العربية. وكانت فكرة إطلاق أسماء نجوم الفن على أنواع من المواد الاستهلاكية عرفت انتشارا واسعا في الأسواق العربية في مقدمتها المغربية، خاصة في أنواع الأثواب والأواني والمجوهرات وأنواع العطور، إذ تعمل الشركات المنتجة على اختيار هذه الأسماء، بعد نجاح أعمال هؤلاء الفنانين في الدول العربية. ويبقى نجوم الدراما المكسيكية التي عرفت انتشارا جماهيريا عربيا أوائل التسعينيات، أول من أدخلوا هذه الفكرة إلى المحلات التجارية العربية.