انتفضت هيئات المجتمع المدني بمدينة قلعة السراغنة والبالغ عددها 21 هيئة للتوقيع على بيان تنديدي إلى الرأي العام المحلي والوطني ضد الفساد الانتخابي للوصول إلى كراسي المجلس البلدي. "" ويأتي سياق البيان التنديدي في إطار ما وصلت له المدينة من تهميش على كافة المستويات واعتبار المجلس البلدي مرتعا للثراء ونفوذ عائلات تعاقبت أكثر من 35 سنة ولاتزال، كان من نتائجها الكارثية شل المدينة اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وتسبب في هجرة خارج المدينة والوطن وفقرا ومآسي تتعدد ملامحه في أرجاء المدينة. ووصف البيان الشديد اللهجة سير مفسدي العملية الإنتخابية ب" تجار البشر وسماسرة متربصين بالمواطنين للوصول لكراسي المجلس البلدي قصد مضاعفة أرصدتهم المالية المشكوك في مصدرها". وأن توزيع المال الكثيف على مرأى ومسمع من الجميع سلطات وأحزابا ومرشحين ومواطنين هو " تحد سافر للقوانين المنظمة للإنتخاب ولتوجيهات الملك على وزيره الأول وإلى الدورية المشتركة لوزيري العدل والداخلية". وأكد البيان على خروج السلطة من حيادها السلبي " والضرب على أيدي تجار البشر". ودان البيان " تحويل العملية من منافسة شريفة بين برامج انتخابية إلى سوق للنخاسة لاتعطي أي قيمة للصفة الأدمية ولاتعتبر الكرامة الإنسانية". واستنكر البيان الأسلوب المنحط في ترويج المناشير والرسائل والنداءات المجهولة للنيل من المرشحين والتشهير بهم. ودعا البيان كل الهيئات السياسية الغيورة على سمعة البلد وعموم المواطنين " التصدي لهذه الممارسات المشينة وفضح تجار البشر وسماسرتهم.". ووزع البيان على نطاق واسع داخل المدينة وكذلك على الصحفيين والمراسلين وشوهدت سيارات الأمن والمرشدين والمخبرين يتابعون بكثب الفريق الذي كان يوزع البيان دون أن تتدخل واكتفت بالتسجيل والملاحظة. ويأتي البيان في إطار ما شهدته الحملة الإنتخابية من توزيع مريع للمال وشراء ذمم المواطنين بوسائل مختلفة واستغلال فقر الساكنة وبؤسها اليومي . ومن جانب أخر ما شهدته المدينة من واقع مر أرخى بظلاله على قطاعات متعددة وعطالة لحاملي الشهادات ونهب للمال العام وعدم معاقبة المفسدين والاكتفاء بوصفة " العزل" رغم لجن التفتيش التي زات المدينة في أكثر من مناسبة. انضاف إليها الإغلاق المتعمد لدور الثقافة بالمدينة وعدم الاهتمام بدورالشباب وترك أحياء هامشية عرضة للانحراف والبلطجة. ولقي البيان مساندة قوية وترحيبا لدى الشباب وفعاليات المجتمع المدني والغيورين على المدينة وإرثها التاريخي والنضالي كقلعة صامدة عرفت بالنضال والدفاع عن الكرامة المغربية. واعتبر البيان لدى المتابعين للشأن المحلي قفزة نوعية في التعامل بشكل متحضر مع قضايا المدينة ورهاناتها الأساسية والمستقبلية وأشر على بداية محطة هامة في تاريخ النضالي لهذه المدينة.