لأن الزيارات الملكية في وطني تؤخرني عن عملي وتحرم القطط الضالة من عبور الطريق ولقاء بعضها. "" لأن الدولة التي لا تستطيع أن تطرد فقر الدم من راياتها المرفرفة فوق البنايات لن تستطيع طرده من دمائنا. لأن الحكومة في وطني حكومة حيوانات منوية نسجتها الأسِرَّ ة والعلاقات الدموية. لأنه في وطني لا يمكن أن ينتهي المسلسل المكسيكي ولا أن يبدأ المسلسل الديمقراطي. لأن كل شركات الفوطات الصحية في وطني أفلست بعدما بلغت جميع الأحزاب سن اليأس. لأن مراكز الإقتراع في وطني لا تشبه محلات "وانا" و"ميديتيل" و"اتصالات المغرب". لأن المخزني المسكين في وطني لا يزال يفتح باب سيارة السيد القائد في بروتوكول غبي بائد. لأني أفضل أن أشاهد على جدران وطني جملة "ممنوع البول" و"ممنوع التجمعات"، على رسوم التقسيمات الإنتخابية ورموز أحزاب حقيرة. لأن رائحة الإدارات ومراكز الانتخاب تصيبني بالخوف والدوار وتذكرني بالموت والاحتضار والشيخ والقائد والطوابع المنقرضة والغبار والموت والانتظار ودقات القلب والاحتضار وجفاف الفم وفراغ الجيب وضيق الأفق. لأن المادة السادسة من الفصل الثاني للميثاق الجماعي "الجديد" نقرأ فيه: " ...ويتولى العضو الأصغر سنا من بين أعضاء المجلس الحاضرين، ممن يُحسنون القراءة والكتابة، مهمة كتابة محضر الجلسة". لأن الشعب ليس بليداً عندما يرى كيف يصنع تجار الانتخابات "اللامركزية" لأول مرة حينما يكترون "الكراجات" بالجملة وسط "الأحياء" كما يفعل تجار الخرفان أيام العيد. لأن الحصول على شهادة سكنى في وطني يتطلب عقد ازدياد والحصول على عقد ازدياد يتطلب شهادة سكنى (؟؟). لأن التصويت في وطني هو اختيار من تشاء اليوم ليفعل ما يشاء في الغد.(*) لأن مستشفيات وطني لا تريد إهداء ولا بيع الدواء وتُجبر المرضى في كل مرة على البحث عن الكلمة اسحرية المفقودة "صيدلية الحراسة". لأنه، وبعد كل المساحيق التي وُضِعت على وجه مدونة المرأة، لا تزال مساحيق الغسيل في وطني تحمل عبارة "افتحي من هنا". لأني في وطني "منشغل" منذ أسابيع بانتظار سجلي العدلي، وبعدما بعثت ما طلبوه من"الوكالة" وبطاقة التعريف وعقد ازدياد لهم عبر عائلتي، ها أنذا أحزم حقيبتي هذا المساء لألتحق بسجلي عساني أقنعه بمرافقتي. لأن الحي الميت الذي أقطنه في وطني لازال بدون واد حار ولا ماء صالح للشرب وغني بالمشروبات الأخرى والأقراص والخلطات العجيبة القادرة على جعلك تصوت دون أن تدري لماذا. لأن جدي الذي شارك في المسيرة الخضراء وقاوم المستعمر مع إحدى خلايا الزرقطوني يتمدد اليوم كأسد جريح، وبدون أدنى وثيقة اعتراف، في مكان ما بصحاري ورزازات. لأني أشعر بالغربة في وطني ولا مكان آخر يناديني فيغريني.. ولأن الكرامة في وطني باتت أرخص من مياه المجارير. لأني تعبت في وطني، ووطني تعب بي.. ولأن الوطن في وطني وطنين.. واحد نعيش له وآخر يعيش علينا.. ..لكل هذه الأسباب مجتمعة أدعو الجميع إلى تأدية الواجب الوطني والمشاركة بقوة وفعالية في الإنتخابات القادمة .. عبر مقاطعتها. (*): Coluche مدونة "سراق الزيت" الساخرة www.srakzite.c.la