لمْ تتأخر حكومة "بنكيران في الردِّ على المضامِين التِي جاء بها تقرير منظمَة "مراسلون بلا حدود"، حول حريَّة الصحافة في المغرب، حيث سرعان ما أبدَى وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، استغرابه إزاء التقرير، الذِي قال إنه مفتقدٌ للدقة، ولا ينسجم مع الواقع الفعلي للمارسة الصحفيَّة في المملكة. الخلفي أردفَ في تصريحٍ له، أنَّ التصنيف الذِي أبقى المغرب في المركز ال136، استندَ بشكل أساسي على قضية واحدة، الأمر الذِي يجعل ما ورد فيه مبنيًّا على انطباعات أكثر منه على مؤشرات ملموسة، لافتًا إلى أن دولا عاشت حروبا، أو جرى الإقدام فيها على مصادرة لصحف، تبوأت مراكز أفضل. وفي جانبٍ آخر من التعليق على التقرير، زاد الخلفي أن القول بعدم وفاء السلطات العمومية بوعودها قول مجانب للصواب، مستدلًا بتحقيق الاعتراف القانوني بالصحافة الإلكترونية في سنة 2013، وكذَا اعتماد عقد برنامج لدعم الصحافة، وَمنظومة شفافة فضلًا عن والتوقيع على العقد في مارس 2013. المتحدث ذاته، أضافَ أنَّ مقاربة تشاركية جرى اعتمادها في تحضير مدونة جديدة للصحافة والنشر، حيث أنهت اللجنة العلمية عملها، كما حصل تقدم نحو اعتماد قانون يضمن الحق في الوصول إلى المعلومة. مشيرًا إلى أن سنة 2013 شهدت تراجعا في قضايا الصحافة المعروضة أمام القضاء بنسبة 40 في المائة. فضلا عن ذلك، لم تصدر، وفق الخلفي، أحكام نهائية بالسجن في حق الصحفيين، كما أن الغرامات التي تم الحكم بها جاءت معتدلة، الأمر الذي اعتبره كفيلا بخدمة واقع الصحافة بالمغرب. في مرافعته حول وضع الصحافة بالمغرب، لفت الخلفي إلى أنَّ المنظمة نفسها لم تدرج المغرب ضمن الدول العدوة للأنترنت، أو الدول التي تعرف انتهاكات جسيمة وممنهجة في حق الصحفيين، بيدَ تصنيفها لا ينسجم مع الواقع الفعلي للممارسة الصحفية، وهو ما جعل وزارة الاتصال تدعو تدعو المنظمة الدولية إلى تقديم نظرة علمية دقيقة من شأنها أن تساهم في الجهود المبذولة. يذكر أنَّ تقرير منظمَة "مراسلُون بلا حدود"، الصادر اليوم الأربعاء، وجه انتقاداتٍ إلى السلطات المغربيَّة في تعاطيها مع الصحافة، مبقيًا على المملكة في المرتبة ال136، كما شجبَ استمرار الخطوط الحمراء، في ملفات الملكية والدين والوحدة الترابيَّة، بقائمَة تقدمتْ فيها دول كأفغانستان وزيمبابوي والتشاد والجزائر على المغرب، وهو ما لمْ تقبله حكومة "بنكيران"، التِي قال التقرير إنها لم تفِ بما كان موعودًا ومعقودًا عليها من أمل.