اجتمع نهار أمس الخميس مجلس للحكومة ، عبر خلاله أعضاء الحكومة وفي مقدمتهم الوزير الأول عباس الفاسي عن اعتزازهم بالثقة المولوية السامية من أجل الاستمرار في رفع التحديات المطروحة ، وأكد الناصري الناطق باسم الحكومة خلال الاجتماع أن تأكيد جلالة الملك لهذه الثقة ، يأتي من أجل أن تواصل هذه الحكومة ، رفع الأوراش الإصلاحية الكبرى ، مضيفا أن الحكومة تستشعر دقة الموقف من خلال مخاطبة جلالة الملك لهم . "" ويأتي الارتياح الحكومي بعد الاتصال اللاسلكي المولوي الذي تشرف به عباس الفاسي ، مطمئنا إياه جلالة الملك على الاستمرار في العمل هو وفريقه بالرغم من فقدانه الأغلبية البرلمانية إثر انسحاب حزب الأصالة و المعاصرة من المساندة الحكومية . ويبدو أن حزب الشيخ بيد الله والمريد "الهمة" بقراره الانتفاضة في وجه الحكومة قد أحدث رجة سياسية أعادت خلط الأوراق من جديد وفرضت إعادة صياغة المسميات والأوصاف التي كانت سائدة قبل 30ماي 2009،أي قبل خرجة الأصالة والمعاصرة المدوية. ومعلوم أن حزب الهمة ما فتئ خصومه يصفونه بحزب الملك ، تلميحا لصداقة هذا الأخير بعاهل البلاد، والتي يرى مناوؤوه أنه يستغلها لأغراض سياسية و حزبية . ومهما تكن وجاهة هذا الطرح من عدمه ، فإن انتقال حزب الأصالة والمعاصرة إلى المعارضة ودخول الملك على الخط بتأكيده على ثقته في الحكومة وفي عباسها ودعمه لها يجعل وصف " حزب الملك" ينتقل – على الأقل نظريا – إلى الأحزاب المشكلة للحكومة ، والتي بدأت في التباهي و التفاخر بالثقة الملكية بالرغم من ضعفها والوهن المصابة به لكونها غدت فاقدة للأغلبية ومهددة بالحصار والسقوط ، وغير مستندة ، لا على ثقة جماهيرية ولا على ثقة برلمانية. فغدونا الآن- إن صح التعبير - أمام أحزاب للملك ترقد في الحكومة ، وبات حزب الاصالة والمعاصرة متحررا من هذا الوصف الذي لازمه منذ فترة تأسيسه ، وبات الشعب ينتظر فصلا جديدا لتبادل الأدوار، بين ذات اليمين و ذات اليسار . [email protected]