أعرب الوزير الأول عباس الفاسي مساء أمس الأحد عن عميق اعتزازه بالثقة الملكية التي وضعها فيه الملك محمد السادس مجددا، لمواصلة ومضاعفة الجهود، للنهوض بالإصلاحات والأوراش الكبرى، والإنكباب على حسن خدمة المصالح العليا للوطن والمواطنين. "" واعتبر عباس الفاسي، في تصريح للقناة الأولى بثته أمس ضمن نشرتها المسائية، ان هذه "الثقة رسالة موجهة إلى الوزير الأول وللحكومة وللمشهد السياسي، وبكيفية غير مباشرة للشعب المغربي قاطبة". وقال الفاسي إن توجيهات الملك محمد السادس تؤكد على الحياد المطلق للسلطة من أجل تحقيق انتخابات جماعية نزيهة، لكونها تكتسي أهمية قصوى بالنسبة للحياة اليومية للمواطن ولمستقبله، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. وأكد في هذا الصدد حرص الحكومة على "تنفيذ تعليمات جلالة الملك"، مشيرا إلى أن موضوع الانتخابات تم التطرق إليه باسهاب في إطار الحكومة، وكذا في لقاءات ثنائية مع وزيري الداخلية والعدل، حيث تم التأكيد على "تطبيق القانون بكيفية صارمة". وانتقد ميل "بعض الأحزاب" إلى إضفاء صبغة "الانتخابات التشريعية" على الانتخابات الجماعية المقبلة، التي هي مناسبة لمحاسبة أداء المجالس الجماعية على حصيلة عملها، مبرزا أن الانتخابات التشريعية ل` 2012، ستكون موعدا لتقييم أداء الحكومة. وعبر عباس الفاسي عن استغرابه لانتقال حزب جديد كان ضمن الأغلبية الحكومية إلى صفوف المعارضة رغم ترضيته، وقال في هذا الصدد "حزب جديد، القضاء أنصفه، والحكومة كذلك، ووزير الداخلية أنصفه وترك له الحق في عدم تطبيق الفصل الخامس من قانون الأحزاب، وبذلك استطاع النواب الذين التحقوا بهذا الحزب أن يترشحوا (للانتخابات الجماعية المقبلة)، وبينما أغلبية الأحزاب تريد تطبيق الفصل الخامس من قانون الأحزاب، ومع ذلك كانت الترضية لهذا الحزب". وأضاف أنه "في الوقت الذي تمت ترضية هذا الحزب، يعلن عن التحاقه بالمعارضة، هذا تشويش. لم أعرف سابقة لا في المغرب ولا في الخارج، حزب يكون في الأغلبية ويلتحق بالمعارضة أثناء الانتخابات. هذا تشويش كذلك". وكان الملك محمد السادس، قد اتصل أول أمس السبت من مقر إقامته بباريس، بالوزير الأول عباس الفاسي، حيث جدد التأكيد على توجيهاته لإجراء العمليات الإنتخابية، في نطاق من النزاهة وسيادة القانون. وخلال هذا الاتصال، جدد الملك الإعراب عن الثقة في الوزير الأول، عباس الفاسي وفي الحكومة. وفي سياق متصل أكد كل من رئيس مجلس النواب مصطفى المنصوري ووزير الإتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري، أن تجديد الملك محمد السادس الثقة في الحكومة أعطى نفسا جديدا للحكومة برئاسة الوزير الأول عباس الفاسي. وقال المنصوري، في تصريح للقناة الثانية "دوزيم" بثته مساء السبت، إن "هذا قرار ملكي سامي وحكيم (..) يعطي نفسا جديدا لحكومة جلالته ولأغلبيتها"، مضيفا أن تجديد الثقة جاء "من أجل أن تقوم الحكومة بعملها في الظروف العادية، وأن تنجز مهامها خلال الاستحقاقات المقبلة، وأن تواكب كل المشاريع الكبرى التي فتحت خلال السنوات الأخيرة بالمملكة". من جهته، أكد خالد الناصري أن تجديد جلالة الملك الثقة في الحكومة، جاء ليدعم هذه الأخيرة. وقال "إننا كحكومة تتمتع بالثقة الملكية السامية، نضع أنفسنا، مرة أخرى في خدمة التوجهات الكبرى التي سطرها جلالة الملك لاستكمال مسلسل الإصلاحات التي أطلقها جلالته".