ثمن قيمون دينيون ومؤذنون بالمساجد مبادرة الملك محمد السادس بمنح "مكافأة شهرية ابتداء من فاتح يناير 2014 لكل من يزاول مهمة الآذان بالمساجد، وتمتيع المؤذنين والخطباء ومراقبي المساجد بالتأمين الصحي الأساسي والتكميلي"، مطالبين بالمزيد من المبادرات التي تعين هذه الفئة على العيش الكريم. وتعيش فئة المؤذنين والقيمين الدينيين بالمساجد المغربية، من أئمة راتبين وخطباء وغيرهم، وضعية مهنية واقتصادية صعبة لا ترقى إلى مستوى الخدمات الكبيرة التي يقدمونها في مجال الشأن الديني للبلاد، بالنظر إلى التعويضات المادية الهزيلة التي يتلقونها كل شهر. وقال سمير محمد، رئيس الرابطة الوطنية لأسرة المساجد، في تصريحات لهسبريس، إنه لا يسع الرابطة إلا أن تثمن قرار الملك محمد السادس الذي يرمي إلى تحسين وضعية المؤذنين والخطباء، مشيرا إلى أن المؤذن لا تشمله التغطية الصحية مثل الإمام الراتب في المساجد بالمغرب". وتابع سمير بأن "رابطة أسرة المساجد تشيد بأي مبادرة تهدف إلى صالح تطوير الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للقيمين الدينيين باختلاف مهامهم ووظائفهم التي يزاولونها"، مشددا على أن هذه الفئة "تأمل المزيد من العناية بأحوالها المادية المزرية، والاهتمام بوضعيتها الاجتماعية الراهنة". وأفاد المتحدث بأن "ما يحصل عليه الإمام الراتب في المساجد المغربية هو فقط لسد الرمق، وليس للعيش في ظروف كريمة، بالرغم من الأدوار الحيوية والهامة التي يضطلع بالقيام بها للمساهمة بفعالية في تيسير أداء الناس لعباداتهم، وفي حفظ الأمن الروحي داخل المجتمع". عبد القادر مورضي، مهنته مؤذن بأحد المساجد، التقط الحديث من سابقه ليؤكد في تصريحات لهسبريس أنه بقدر ما أسعده القرار الملكي بتخصيص مكافأة شهرية للمؤذنين لعنايته الكريمة بهذه الشريحة، بقدر ما يرغب في المزيد من الالتفاتات الرسمية التي تهتم بأوضاع هؤلاء العاملين بالمساجد. وتابع المتحدث أن عمل المؤذن الذي يقوم به ليس سهلا كما يتصوره البعض، لكون وقته يكون مرهونا طيلة اليوم بالمسجد، وتبدأ مهامه قبل أذان الفجر لتمتد إلى ما بعد صلاة العشاء، حيث عليه أن يكون حاضرا بالمسجد في الصلوات الخمسة، علاوة على وظائف أخرى يقوم بها قد لا ينتبه إليها عموم الناس". ومن جهته أفاد قيم ديني بأحد مساجد مدينة سلا، في تصريح لهسبريس، أن "القرار الملكي يبشر بالخير، ويدل على أن الملك يستشعر الوضعية الاجتماعية الصعبة التي يعيشها المؤذنون وحتى الأئمة الراتبون"، مشيرا إلى أن "الواحد من هؤلاء يحصل على أجرة شهرية تصل إلى 1100 درهم فقط، لتصبح مع الخطابة 1500 درهم، وهو تعويض هزيل يكاد يسد حاجيات القيم الديني بالمسجد، ما يجعل وضعية هذه الفئة خارج الهامش" وفق تعبير القيم الديني. وجدير بالذكر أن بلاغا لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أعلن أن الملك محمد السادس أمر بمنح مكافأة شهرية ابتداء من فاتح يناير 2014 لكل من يزاول مهمة الآذان بالمساجد"، مردفا أن هذه المبادرة تأتي "لتعزز سلسلة من الإجراءات المماثلة التي اتخذت على أكثر من صعيد للرقي بالشأن الديني، والعناية بمختلف شرائح الساهرين على بيوت الله".