بكل تواضع، أصبح كاتب هذه السطور على شبه يقين بامتلاكه حاسة سادسة تستشعر عن بعد زمني حدوث الكوارث والآفات، ويعبر عن ذلك بالمرموز بعد أن تخلت عن شفرته القناة الثانية مكتفية بالواضح. "" في عدد السبت الماضي، لست أدري أي "جن" ركب دماغي حتى كتبت عن "الميزان" و"موازين" قائلا بأن المغاربة لم يكفيهم ميزان قائد الأغلبية فزادوهم "موازين". بعدها حدثت الكارثة (اللهم لاشماتة)، فالعبد الضعيف ليس من مناهضي لحظات الفرح "إذا كانت بعقلها وخارج موسم الامتحانات"، لأن طبعه البدوي يؤكد أنه عاشق ل"النشاط" بامتياز، لكن لكل نشاط قواعده و ضوابطه. فالإنسان القروي لا يقيم "الفيشتة" قبل الحصاد ولا خلال مواسم الجفاف، لكن كان ل"موازين" رأي أخر لا يراعي مصلحة التلاميذ ولا وضع بلد يعيش على إيقاع الأزمة. هذه هي الزلة الأولى. الزلة الثانية تكمن في صرف الملايير بالعملة الصعبة لأجانب مقابل ساعة من "النشاط"، في حين تم اقتراح الفتات على المغاربة(اسألوا الفنان عزيز حسني والمطرب عبد الهادي بلخياط(. الزلة الثالثة بدأت مع حفل ساحة مولاي الحسن "ليلة القبض على الدوادي و الداودية"،حين استفاق سكان العمارات المجاورة في الصباح ليفاجئوا بسرقة أحذيتهم من الشرفات. الزلة الرابعة، وهي الأخطر، نعاين النتائج المترتبة عنها وباقي الزلات في تعليقات متصفحي مواقع الانترنيت على الحدث(هسبريس نموذجا)،حيث هيمن على هذه التعليقات خطاب التكفير ونشر الأفكار المتطرفة التي تجسد،شئنا ذلك أم أبينا، مدى استشراء العدمية والتيئيس في جسم المجتمع، وهذا ليس قدرا مقدرا، بل هو نتاج سياسة الاستفزاز: استفزاز مشاعر الفئات المعوزة بتبذير المال العام على كماليات (الطلاب يسعى ومراتو تصدق). قد يتساءل متسائل عن دور الحكومة في كل ما حدث؟ هي مسؤولة وغير مسؤولة. غير مسؤولة لأنها غائبة عن هموم الشعب، ومسؤولة لأنها تغض الطرف عن مظاهر العبث. وما علينا سوى أن نحسب عدد الكوارث التي تسلطت على المغرب منذ تنصيب هذه الحكومة التي يقودها "الميزان". خفت موازينه.... حكومته هاوية ! *رئيس تحرير يومية "الحركة"