"بابيلون" هي فرقة شبابية جزائرية للموسيقى استطاعت في الأيام الأخيرة أن تكسب شهرة في الساحة الفنية المغاربة من خلال إصدارها للعديد من الأغاني في الأشهر الأخيرة، والتي لاقت إعجاب الجمهور المغاربي. الفرقة استقطبت العديد من المعجبين الشباب خصوصا من المغرب، بعد أن أصدر أعضاؤها "فيديو كليب" لأغنيتهم "زينة" التي تتميز بالكلمات البسيطة الجميلة التي تصل إلى المتلقي بسرعة، حيث مزجت فرقة "بابيلون" بين اللحن الجميل والموسيقى الصحراوية الرائعة. هسبريس اتصلت بالفرقة وأجرت معها الحوار التالي: أصدرتم أغنية "زينة" والتي لاقت متابعة جماهيرية كبيرة وصلت لأكثر من 14 مليون مشاهد على موقع "اليوتوب" كيف حققتم هذا الرقم خصوصا وأنكم لازلتم في بداية مشواركم الفني؟ الحقيقة ما حققته أغنية "زينة" من متابعة قياسية أمر لم يكن يتوقعه أحد كما أنه كان مفاجأة بالنسبة لنا، كما كانت مفاجأة أيضا لجميع المتتبعين ونحن جد سعداء بهذا النجاح الذي حققته الأغنية لحد الآن. هل يمكن القول إن ما تحمل أغنية "زينة" من كلمات بسيطة مفهومة لكافة الفئات وإيقاع سلس تعشقه الأذن، هو سبب نجاحها ووصولها للمتلقي الشيء الذي أعطاها هذا الانتشار الكبير؟ نعم، بالتأكيد ونعتقد أن سبب نجاح الأغنية راجع لاختيارنا للكلمات البسيطة بالإضافة إلى الموسيقى البسيطة المستعملة في الأغنية، الكلمات والموسيقى كان لهما دور كبير لكن لا يمكن تجاهل الواقعية في الفيديو كليب، فالأغنية تتحدث عن تجربة عاشها المغني، وقام بتصويرها على شكل فيديو واختار لها كلمات تناسب تلك القصة التي عاشها، وهذا ما أعطى للأغنية أبعادا أخرى، فبالانسجام الموجود بين الكلمات والموسيقى والقصة حققت الأغنية هذا النجاح. طيب، هل تعبر أغنية "زينة" عن نمط جديد من أنماط الأغاني الشبابية الحالية كالراب والراي.. بمعنى هل جميع مشاريعكم المستقبلية ستكون على نفس المنوال ؟ اللون الغنائي الذي نغني به هو لون غنائي جديد وخاص بالجزائر، واخترنا الغناء به لأنه نمط جديد وغير متداول كثيرا كما أنه ستكون جميع أعمالنا المستقبلية بنفس اللون الغنائي، الذي لا يمكن أن نغيره لأننا اشتهرنا به الآن، ونحن كفرقة شبابية لم نختر هذا اللون بشكل ارتجالي بل لأنه لون يحترم المتلقي وذوقه ومن السهل أن يصل للجميع خصوصا للذين يجدون صعوبة في فهم اللهجة المغاربية. ألا تعتقدون أن التقارب الثقافي واللغوي بين المغرب والجزائر لعب دورا في انتشار هذه الأغنية بهذا الشكل في المغرب مقارنة مع باقي الدول العربية الأخرى؟ نعم بدون شك، فالقرب الجغرافي بين البلدين وتشابه اللهجة الجزائري والمغربية لحد كبير، هذه عوامل كان لها دور كبير في وصول أغنية "زينة" للجمهور المغربي، فالجزائري يمكنه أن يفهم اللهجة المغربية بسهولة والمغربي يمكن أن يفهم الجزائري أيضا، وليس المغرب فقط بل حتى باقي دول المغرب العربي، وصلت إليهم الأغنية بسبب فهمهم للكلمات المستعملة في الأغنية. حسنا.. كما هو معروف فالفن رسالة سامية تحمل الكثير، لكن اليوم أصبحنا نرى الرسائل الموجهة للشباب عبر كليبات كثيرة تقول العكس، ما هو تعليقكم؟ الفنان يعبر عن مستواه أولا من خلال أغانيه والفيديو كليبات التي يقدمها للجمهور، بالإضافة أن الكثير من الفنانين في المغرب العربي والعالم العربي يبحثون عن تقليد الفنانين الغربيين، وذلك من خلال إدخال أساليب وألوان غنائية جديدة في أغانيهم وأعمالهم المصورة، لهذا نجد الكثير من الأعمال الفنية تتشابه فيما بينها بسبب التقليد الموجود في الساحة الفنية، لكن مع ذالك نجد فنانين آخرين لازالوا يحافظون على العادات والتقاليد واحترام الجمهور في أغانيهم والفيديو كليبات. ظهرت في السنوات الأخيرة موجات شبابية غنائية كثيرة في الساحة الفنية، أنتم كفرقة شبابية غنائية جديدة، أين يمكن أن تصنفوا أنفسكم في سياق هذه الموجة؟ نحن لا يمكن أن نصنف أنفسنا في أي مرتبة داخل الساحة الفنية المغاربية، لأنه لا يمكن أن نقوم بتحديد ما سنقدمه في القادم الأيام ونسبة نجاح أعمالنا المستقبلية، وما يمكننا قوله هو أن مجموعتنا بالرغم من أنها جديدة لا يمكن أن نقول أنها ستختفي بسرعة وتذهب مع هذه الموجة، صحيح أننا في بداية مشوارنا الفني لكن سنستمر دائما في البحث عن الكلمات والألحان الغنائية التي تحترم الجمهور والتي تصل له بسرعة وتعطينا الاستمرارية. النجاح الذي يعرفه الغناء المغاربي حاليا هل يعتبر خطوة فعلية لمنافسة المشارقة، أم هو أيضا مجرد موجة عابرة؟ مشكل الفن المغاربي ليس في عدم وجود الطاقات الفنية التي يمكنها أن تعطي فنا حقيقيا، بل المشكل الموجود والمطروح بقوة في جميع الدول المغاربية هو عدم وجود مؤسسات فنية وشركات إنتاج تساعد على إنتاج الأعمال الفنية وتقوم بتوزيعها وترويجها كما يجب، فنجد أن الفنان المغربي هو من يقوم بدعم أعماله ويسهر عليها، لو كنا في المغرب العربي نمتلك الإمكانيات الموجودة في المشرق لكان الفن المغاربي أكثر انتشارا والأكثر شهرة لما يحمله من رسائل فنية. ونتمنى بصدق، أن يعرف الفن المغاربي على الأقل في السنوات المقبلة تلك الإمكانيات التي تساعد الفنانين في إيصال فنهم لجميع الوطن العربي وإلى العالم. في نهاية حوارنا معكم ما هي مشاريعكم المستقبلية؟ هناك جولة سنقوم بها إلى بعض الدول الأوربية، كما أننا إن شاء الله، سنقوم بزيارة المغرب وسنقوم بجولة فنية فيه، وستعرف نهاية السنة الحالية ألبومنا الغنائي الجديد الذي نشتغل عليه حاليا وسيشاركنا فيه فنانون من المغرب بالإضافة إلى فنانين عالمين، والذي نتمنى أن يلاقي النجاح الذي لاقته أعمالنا السابقة.