ما بعد 7 أكتوبر ليس كما قبله، حقيقة صلبة باتت تواجه إسرائيل ودبلوماسيتها في المنطقة، وتؤدي إلى تراجع وفرملة مسلسل التطبيع معها بسبب حربها المستمرة على الفلسطينيين المحاصرين في غزة، إذ لم يسجل كنيسيت الدولة العبرية حضوره في اجتماعات الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط التي انطلقت أشغالها صباح اليوم بالعاصمة الرباط. وعاينت جريدة هسبريس الإلكترونية في افتتاح الدورة السابعة عشرة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط غياب إسرائيل عن الموعد الذي كانت حريصة على حضوره في الدورات السابقة. ووفق مصادر برلمانية تحدثت إليها الجريدة فإن "الغياب كان متوقعا، بسبب الظرفية التي تعيشها المنطقة والغضب المتنامي ضد إسرائيل جراء المجازر التي ترتكبها في حق الفلسطينيين العزل في قطاع غزة". وحسب المصادر ذاتها فإن "الكنيسيت الإسرائيلي على وعي بدقة الوضع، وتحاشى الإحراج الذي يمكن أن يثيره حضور ممثلين عنه في البرلمان المغربي"، في وقت يعرف الشارع المغربي غليانا ضد الحرب الإسرائيلية التي دخلت شهرها الخامس من دون توقف. ورغم غياب إسرائيل عن حضور الدورة إلا أنها لم تسلم من انتقادات النواب البرلمانيين المشاركين في التظاهرة، حيث وجهوا انتقادات حادة ل"حرب الإبادة التي تشنها في حق الفلسطينيين المحاصرين في غزة لسنوات"، مطالبين بضرورة اتخاذ مواقف حازمة "إزاء ما يجري من تقتيل وتجويع في حق الفلسطينيين". ويتدارس المشاركون خلال هذه الاجتماعات الأوضاع في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ودور الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط في التعاون الأورو-متوسطي في القرن الواحد والعشرين. وسيتم الاستماع إلى "نداء المستقبل" الموجه من طرف طلبة الجامعة الأورو-متوسطية بفاس، والمصادقة على تقارير وتوصيات اللجان الدائمة ومجموعة العمل، قبل أن يتم تسليم الرئاسة الدورية للجمعية للضفة الشمالية للمتوسط، وتحديدا لمجلس النواب الإسباني. يذكر أن الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط تشكل فضاء للحوار والتعاون المتوسطي، تلتئم في جلسة عامة مرة واحدة على الأقل في السنة، ويبلغ عدد أعضائها 280 يمثلون 43 برلمانا من أصل 42 بلدا، إضافة إلى البرلمان الأوروبي، موزعين بشكل متساو بين ضفتي المتوسط. وتضم الجمعية خمس لجان دائمة، هي لجنة الشؤون السياسية والأمن وحقوق الإنسان، ولجنة تجويد نوعية الحياة والمبادلات بين المجتمعات المدنية والثقافة، ولجنة حقوق المرأة في الدول الأورو-متوسطية، ولجنة الشؤون الاقتصادية والمالية والاجتماعية والتعليم، ولجنة الطاقة والبيئة والماء؛ فضلا عن مجموعة العمل المكلفة بتمويل الجمعية ومراجعة النظام الداخلي. وينسّق المكتب أعمال الجمعية ويمثلها، فيما يضم المكتب الموسع فضلا عن أعضاء مكتب الجمعية رؤساء اللجان الدائمة ورئيس مجموعة العمل.