أيها الراحل واقفا شامخا كما سنديانة تسكن قلب الجبل. من ثناياها تفوح رائحة الخزامى وحناء وياسمين وقبضة من وفاء، تعيد للمدى الكسير بهاءه الضامر هأنت تغادرنا بصمت يكاد يصرخ عاليا في وجه الزمن الغادر، حين تناثر الصدق شظايا، تصعب لملمتها من جديد. أيها الراحل واقفا هأنت تترجل عن صهوة الحياة متلحفا بصمت الحكماء بعد أن اكتظ بحضورك الوطن والقلب والشريان أيها الوالغ في فرادته كم من درس علمتنا قبل أن تلتفت، متأبطا سمتك الوقور، وتمضي نحو الهناك تاركا خلفك أملا زئبقيا، ينثر في حنايا الوقت بعضا من رواء. أيها الراحل واقفا لك مني وردة بلون الوطن وقطعة حب من بهاء قد تعيد لنا ما ضاع عبثا في متاهة الوقت من رونق وصفاء.