تستمر الوقفات المغربية تضامنا مع القضية الفلسطينية، وطلبا لوقف القصف الإسرائيلي المستمر لقطاع غزة، وإسقاط التطبيع مع إسرائيل، وهو ما كانت أحدث محطاته اليوم الجمعة، مع 115 مظاهرة في 58 مدينة عقب صلاة الجمعة دعت إليها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، ووقفة أمام مبنى البرلمان بالعاصمة الرباط حشدت لها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، والمبادرة المغربية للدعم والنصرة. وللأسبوع السادس عشر على التوالي خرجت المظاهرات، التي دعت إليها هيئة نصرة قضايا الأمة "احتجاجا على المجازر الوحشية المرتكبة في حق المدنيين بغزة وباقي المدن الفلسطينية، واستنكارا للصمت والتواطؤ الدولي والعربي الرسمي تجاه حرب الإبادة والتجويع ومحاولات التهجير القسري"، ولمطالبة "السلطات المغربية بالتراجع عن اتفاقيات التطبيع المشؤومة مع الكيان الصهيوني المجرم الملطخةِ أياديه بدماء الأبرياء من النساء والشيوخ والأطفال". ورفعت الوقفة الاحتجاجية أمام البرلمان المغربي شعارات من قبيل: "افتحوا المعابر، أوقفوا المجازر"، "ضد هولوكوست غزة، من أجل إسقاط التطبيع"، وأخرى تندد ب"اغتيال الشهيد القائد صالح العاروري (القيادي في حركة حماس) ورفاقه"، وتنادي بمقاطعة المنتوجات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي. رشيد فلولي، منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة، قال لهسبريس إن المظاهرة نُظّمت وهي تستحضر "قرار محكمة العدل الدولية الاستعجالي، الذي لم يبت بعد في جوهر الدعوى وهي اتهام الكيان الصهيوني بجرائم الإبادة الجماعية، وقضى بمجموعة من الإجراءات الاحترازية تجعلُ كلّها الكيان الصهيوني في قفص الاتهام، وتُسقط الصورة التي كان يسوقها منذ سنين ليظهر عدوا للإنسانية، يرتكب جرائم حرب، ويقتل الأطفال والنساء، ويمنع عنهم الطعام ويجوّعهم في حرب إبادة جماعية متكاملة الأركان". وأضاف فلولي "هذا القرار ينضاف إلى سلسلة الإدانات العالمية، وأحرار العالم يخرجون إلى الشوارع، والشعب المغربي مستمر في دعمه للمقاومة الفلسطينية، التي تذيق العدو الصهيوني وبالا كبيرا، والتي جعلت أسطورته تنهار تماما لولا تدخل الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها لإسناده". وتابع قائلا: "هذه تحية للشعب الفلسطيني ومقاومته، فبعد 111 يوما من القصف والدمار والقتل والتجويع والحصار لا يزال مع مقاومته، والشعب المغربي يحيي الشعب الفلسطيني ويتضامن معه". رجاء الكساب، عضو السكرتارية الوطنية لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، قالت إن هدف هذه الوقفات، التي دأبت المجموعة على تنظيمها، هو "التنديد بالجرائم المقترفة ضد الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع جميع القادة العالميين والعرب وقادة الدول التي تعتبر نفسها ديمقراطية، مع استثناء شعوب الدول بشكل عام لأننا لاحظنا في الآونة الأخيرة استيقاظها من السبات العميق الذي كانت فيه، وفهمها لماهية القضية الفلسطينية وماهية الكيان الصهيوني، والجرائم التي ترتكبها أمريكا بتأييدها اللامشروط للجرائم الصهيونية". وأضافت الكساب، في تصريح لهسبريس، "تتزامن هذه الوقفة مع صدور قرار محكمة العدل الدولية بلاهاي، بناء على الدعوى التي رفعتها دولة جنوب إفريقيا توخيا لإدانة الكيان الصهيوني بالإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، خاصة في غزة، وكان القرار إيجابيا ولو أننا كنا نتوقع أن تصدر المحكمة قرارا بوقف إطلاق النار حفاظا على أرواح الفلسطينيينبغزة تحديدا، ولكن للأسف لم يرق القرار إلى هذا الطموح، لكنه يبقى إيجابيا لأن الكيان الصهيوني كان يتوقع رفض المحكمة الدعوى، غير أنها اتجهت إلى قبولها وإصدار مجموعة من القرارات التي تدين الكيان ضمنيا بسبب الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني".