غادر إلى دار البقاء، الثلاثاء، لحسن زينون، المخرج السينمائي المغربي ومصمم الرقصات الشهير، بإحدى المصحات الخاصة بمدينة الدارالبيضاء عن عمر يناهز ال79 عاما. وتعرض الفقيد، خلال الأيام القليلة الماضية، لنزيف في الدماغ أجرى على إثره عملية مستعجلة أدخلته في غيبوبة عميقة داخل قسم العناية المركزة قبل أن توافيه المنية زوال اليوم الثلاثاء، تاركا وراءه إرثا فنيا متنوعا في فن "الكوريغراف". ونعى عبد الإله الجوهري، المخرج المغربي وعضو اتحاد المخرجين والمؤلفين المغاربة، الراحل قائلا: "لحسن زينون يرقص رقصته الأخيرة ويرحل بعد إخبارنا أنه لم يعد بحاجة إلى حياة تحرمه من الخلق والإبداع، حياة بدون خلق لسنوات لأسباب مختلفة لا تستحق أن تعاش.. رحل أنيق السينما المغربية مخلفا وراءه فنا وصيتا حسنا، تاركا غصة في قلوب محبيه وأصدقائه؛ لحسن سيرته وحبه لمحيطه الإبداعي". وتابع الجوهري: "رحل كما سنرحل جميعا مخبرا إيانا ألا شيء يستحق الموت من أجله غير المحبة وصياغة شعارات الحفاظ على التوازن في دنيا مليئة بالقبح والبحث عن الذات؛ ولو على حساب الآخرين.. مات زينون جسدا؛ لكن روحا سيظل حرا في كل الآفاق وراقصا في كل الأمكنة الكائنة والممكنة.. نم هنيئا في رقدتك الأبدية يا نورس السينما المغربية، سنحفظ ذكراك بقدر ما أحببتنا وأحببت فنك الراقي". من جهتها، نعت الفنانة لطيفة أحرار، مديرة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، الفقيد لحسن زينون قائلة: "حزينة لرحيل رجل كان يراقص الأرواح والكلمات. الله يرحمك السي لحسن زينون، الفنان المتعدد، تعازي لعائلتك وكل محبيك". جدير بالذكر أن الراحل لحسن زينون حصل على أول جائزة في الرقص من المعهد البلدي بالدارالبيضاء سنة 1964، واشتغل مع كبار الكوريغرافيين؛ مثل بيتر فان ديك وجورج لوفيفر وأندي لوكليرهان فوص وجان برابان، قبل أن يؤسس في سنة 1978 مع زوجته ميشال باريت مدرسة للرقص وفرقة (باليه – مسرح زينون)، التي تخرج فيها راقصون عديدون. ونال المخرج السينمائي المغربي ومصمم الرقصات الراحل شهرة عالمية؛ فقد قدم عروضه في الغرب وفي العالم العربي، وأسهم في تصميم الرقصات لعدد من الأعمال السينمائية منها The Last Temptation of Christ (1988) لمارتن سكورسيزي وThe Sheltering Sky (1990) لبرناردو برتولوتشي..