ما أجمل هذا الجزء المقتطع من بيت شعري لأبي تمام. إنه يلخص عددا كبيرا من الكلمات الواصفة لبعض الناس الذين يخفون أخلاق وسلوكات الذئاب المتوحشة والمفترسة بواسطة ثياب تكون أحيانا مزركشة تسر الناظرين.أقول قولي هذا في أجواء إعلامية عالمية ملبدة بالحيوانات الأليفة والمفترسة، الحلال أكلها أو المحرمة على اليهود والمسلمين بالخصوص..حتى حسبت أن وسائل الإعلام قررت تخصيص أسبوع "للحلوف" جريا على التقليد المغربي الأصيل:أسبوع الفرس. "" ففي الوقت الذي يتكالب العالم على "الحلوف" ( الحيواني و ليس الإنساني و ما أكثره و ما أشرسه) أو الخنزير بالفصحى ، لا باس من أن اخفف عليه الضغط الهجومي الكاسح واشد من أزره في هذه الأيام الكالحة بالمرض اللعين.و ازعم أن "الجايحة" ستختفي بحول الله عندما تقضي شركات بيع الأدوية واللقاح المنتظر الخاص ب"المرض" وطرها و تحقق الأرباح المرجوة.لذلك سأتولى الهجوم على الذئب؛ ذلك الحيوان الذي زرع الخوف في قلوبنا و نحن صغار نستمع لل"حجايات". فالمعروف أن الذئاب تصطاد فريستها وسط قطعان الأغنام المسالمة في غفلة من الرعاة، أو في جنح الظلام عندما تخلد للراحة داخل سياجها المتواضع أو حتى من دونه. ولا تخلوا الكتب المدرسية أو الحكايات التي تروى للأطفال من قصص الذئب الذي يلتهم شاة أو يصيبها، كما لا تخفى عنا العداوة غير المفهومة بين الكلاب والذئاب. المهم أن ذئابنا تتسم بالحيلة والمكر والخديعة وتصطاد الفرص (حتى في وقت الرعي الميت) من أجل صيد غدائها أو عشائها.. كذلك شأن الكثير من الناس في عالمنا اليوم. ذلك أنهم يصطادون فريستهم بين الأعداد الكبيرة من المواطنين المغلوبين على أمرهم من أجل السطو على أجزاء كبيرة من أجورهم أو مدخراتهم أو ممتلكاتهم، ووفقا لما تمليه المؤسسات البنكية والتأمينية، وجريا على منوال التعاليم التي تمليها آلهة الليبرالية الجديدة. لقد حولت العولمة رجال البنوك والمصارف والتأمينات إلى ذئاب يلبسون بدلات أنيقة تخفي أنياب الافتراس الحادة وتزين حقيقة الأمور بأوهام التسهيلات المريحة والمكاسب "الخرافية" للتأمين في حالة وقوع مكروه. كما جعلت من الناس /"الخرفان الوديعة" أهدافا سهلة المنال بفعل انخراطهم الكبير في النظام العام لاقتصاد السوق الذي جعل الرأسمال قانونا أزليا يسري على الجميع. والملاحظ أن الأزمة المالية العالمية الأخيرة زعزعت عرش مريدي المشيخة الرأسمالية المتوحشة، حتى صرنا نسمع و نقرا بان فرنسا حارسة معبد اللائكية الصارمة تهيم حبا في "المصارف الإسلامية" و تعد العدة لإدخالها إلى البلاد حتى ينتفع من خيراتها العباد ( الفرنسيون و غيرهم). ذلك أن الخروج من الأزمة يكسر الحدود ويذهب بالعقل و يدفع الساسة المنافقين إلى التحالف مع الشيطان و طلب الحلول ولو من المريخ. هنا أيضا مكمن الذئب في الصنيع الفرنسي. لا زلت أتذكر الصرامة الغريبة التي عوملت بها "الرموز الدينية" والحملات الإعلامية الشرسة التي نظمت و تنظم ضد العرب والمسلمين وكل من فيه رائحة العروبة و الإسلام. حتى الأميون و المرضى النفسيون و الببغاوات من صنيعي اللوبي الصهيوني تعطى لهم الكلمة و يبينوا حسنات تجفيف منابع التدين الإسلامي و الإغاثة الإسلامية و "طاسيلتها"..بدعوى لائكية "الجمهورية الفرنسية المسيحية- اليهودية العظمى". انه ذئب سياسي ماكر يكرس الانتهازية والجري وراء إنقاذ الذات أو الدولة من دون أن يفكر لحظة واحدة في التناقض الذي وقع فيه أو يراجع مواقفه التي اتخذها قبل هنيهة..من ثمة، تبرز مقولات أن السياسة لا أخلاق لها و أن ليس هناك أصدقاء دائمون و إنما مصالح دائمة. في مغربنا الجميل، و قبيل انتخاباتنا الجماعية المنتظرة، يعمل ذئاب صيد الأصوات على "تهييئ الرأي العام الجماعي" في المائة متر الأخيرة من خلال اوراش "الزفت و الكياس" و العمل الاجتماعي لشراء الكرامة أو استغلال موت الأحبة والأقارب والفقر الكبير لفئات عريضة من المغاربة شمالا وجنوبا..كما لا تعوزهم الحيل من اجل الإفلات من المراقبة المزعومة في الدوريات المشتركة بين الداخلية والعدل.ذلك أن الذئب الانتخابي طور أساليبه وصقل مواهبه في صيد المواطنين و تعبئة الأنصار والمهاجرين من البوادي إلى الضواحي الباذخة بالفقر و التي تعيش تنمية مستدامة للجهل و العوز و الفاقة. "الإنسان ذئب لأخيه الإنسان".هذه جملة قالها توماس هوبز قديما(مع التحية لأحد أساتذتي العظام في السلك الإعدادي الذي ذكر لنا هذه القولة..).والآن، يجب التفكير في أنتروبولوجيا حيوانية/ إنسانية خاصة بإنسان/حيوان القرن الحادي والعشرين !.كما أدعو إلى حملة عالمية للتضامن مع الحلوف /الحيوان، و حملة أخرى لإبادة " أولاد الحلوفة" (من جميع الملل والنحل والجنسيات والأديان والأعراق..) الذين يعيثون في الأرض فسادا، لكن بربطات عنق و بدلات أنيقة و"لي دوا يرعف".إنهم يمارسون إرهابا ناعما فتاكا. لم لا نرهبهم و لو بالكلمات؟..كلمات ليست كالكلمات..