يشتكي عدد من سائقي شاحنات النقل الدولي المغاربة من توالي عمليات سرقة مخزونات مركباتهم من الوقود التي باتوا يتعرضون لها بشكل شبه يومي في موريتانيا، وخاصة منذ دخول قرار سلطة تنظيم النقل الطرقي التابعة لوزارة التجهيز والنقل الموريتانية في نونبر الماضي حيز التنفيذ والذي قضى بحظر نشاط النقل العموم الأشخاص والبضائع بين المدن بشكل يومي ابتداء من منتصف الليل وإلى غاية الساعة الخامسة صباحا. ويعتبر السائقون المغاربة أن القرار سالف الذكر وغياب محطات آمنة للتوقف والاستراحة في موريتانيا أسهما بشكل كبير في تفشي ظاهرة سرقة الكازوال من الشاحنات في الآونة الأخيرة مع ما يعنيه ذلك من مصاريف إضافية بالنسبة لهم ومن تعطيل لمصالحهم؛ فيما علمت جريدة هسبريس، من مصادر مهنية، أن السائقين المعنيين توجهوا، أمس الثلاثاء، إلى كل من مركز الشرطة بنواكشوط لتسجيل شكاياتهم في الموضوع، ومقر السفارة المغربية بموريتانيا التي وعدتهم بالتدخل لدى الحكومة الموريتانية لحلحلة هذا المشكل. في هذا الإطار، قال محسن فاني، عضو المكتب الوطني للمنظمة الديمقراطية للنقل واللوجستيك متعدد الوسائط، المنضوية تحت لواء المنظمة الديمقراطية للشغل، إن "السائقين المعنيين توجهوا بالفعل إلى مقر الشرطة الموريتانية بنواكشوط لتسجيل شكاية في هذا الموضوع"، مسجلا في الوقت ذاته "ارتفاع وتيرة هذه السرقات في الآونة الأخيرة مقارنة السابق، حيث تم تسجيل عدد من الحوادث المُشابهة بوتيرة مُتسارعة منذ صدور قرار سلطة تنظيم النقل الطرقي القاضي بحظر التنقل الليلي للمركبات". وأشار فاني أن "السائقين المهنيين يضطرون إلى التوقف في أماكن تنعدم فيها شروط الأمن والأمان احتراما للقانون الموريتاني وخوفا من خرقه، مع ما قد ينجم عن ذلك من تعرض للسرقة أو للاعتداء الجسدي في بعض الأحيان"، مشيرا إلى أن "السائقين قبل هذا الحظر كانوا يقودون مركباتهم إلى حين التوقف في أماكن مؤمنة للاستراحة فيها قبل مواصلة الطريق ولم يكن هذا الإشكال مطروحا بقوة". ولفت المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، إلى أن "السائقين المغاربة في ظل هذه الوضعية باتوا يواجهون تخوفات كبيرة مرتبطة أولا بالخوف على سلامتهم الجسدية وعلى سلامة شاحناتهم وكذا البضائع التي يحملونها"، مطالبا في الوقت ذاته ب"ضرورة إيجاد آليات عملية لحماية السائق المهني الذي يتكبد عناء وتعب السفر ويحتاج إلى الراحة وليس أن يقضي الليل وهو يحرس نفسه وحمولته". مصطفى شعون، رئيس الاتحاد الإفريقي لمنظمات النقل واللوجستيك متعدد الوسائط، قال إن "ظاهرة سرقة الكازوال من خزانات شاحنات النقل الدولي لا تقتصر فقط على موريتانيا؛ بل إن الأمر مرتبط بأغلب الدول الإفريقية التي تعتبرها الشاحنات المغربية، غير أن ما أسهم في تفشي هذه الظاهرة هو قرار سلطة تنظيم النقل الطرقي بموريتانيا بحظر نشاط النقل العمومي للأشخاص والبضائع بين المدن من الساعة الثانية عشرة ليلا وحتى الساعة الخامسة صباحا". وأضاف شعون، في حديثه مع هسبريس، أن "السائقين المهنيين المغاربة طالبوا السفارة المغربية بنواكشوط بالتدخل لدى السلطات الموريتانية لحماية مصالح الشاحنات والمركبات المغربية"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن "قرار سلطة تنظيم النقل الطرقي بموريتانيا يبقى في الأخير قرارا سياديا لهذه الدولة، ونحترمه كما نحترم قرارات كل الدول التي نعبر منها؛ غير أننا في المقابل نُطالب بحماية مصالح السائقين المهنيين والمقاولات المغربية، من خلال إقرار إجراءات أمنية تواكب هذا القرار". وأوضح المتحدث ذاته أن "رحلة السائقين المهنيين إلى الأدغال الإفريقية تواجهها مجموعة من الصعوبات والتحديات التي لا ترتبط فقط بسرقة الكازوال؛ بل هناك صعوبات أخرى على غرار تلك المرتبطة بالبنيات التحتية والمزاجية في تطبيق القوانين وعدم انسجام النصوص التنظيمية لبعض الدول مع نظيراتها في المغرب، ثم غياب محطات الوقوف والاستراحة وانعدام الأمن في أغلب الدول الإفريقية التي تمر منها الشاحنات المغربية، ثم مشكل الأوبئة والأمراض في ظل عدم اهتمام وزارة الصحة المغربية بصحة وسلامة السائق المهني". وخلص المتحدث ذاته إلى أن "كل هذه المشاكل التي يواجهها السائق المهني المغربي اليوم وبشكل شبه يومي في مجموعة من الدول التي يعبرها يلزمها في الحقيقة اهتمام كبير من طرف الحكومة المغربية التي يجب عليها التدخل لدى نظيراتها في هذه الدول من أجل حمايته وحماية مصالحه ومصالح مُشغله".