يشكل المدار الطرقي المتوسطي، الذي يمر من طنجة إلى السعيدية على امتداد 510 كلم، محورا يهيكل على نحو جد مؤثر على التنمية الاقتصادية والاجتماعية لشمال المغرب، مقلصا زمن التنقل بين المدينتين من 11 إلى 7 ساعات، وموفرا شروط الراحة والسلامة لفائدة مستعملي الطريق. "" وستشكل المدار الطرقي المتوسطي، الذي كلف استثمارات بقيمة 7ر5 مليار درهم من ثمانية مقاطع تتراوح مسافاتها ما بين 30 و120 كلم. وقد تم الانتهاء من أشغال إنجاز ستة مقاطع منها وهي طنجة- القصر الصغير (30 كلم ) والقصر الصغير-الفنيدق (30 كلم ) والطريق السيار الفنيدق- تطوان، أجدير- راس أفرو ( 84 كلم )، راس أفرو- راس كبدانة (92 كلم ) وراس كبدانة - السعيدية (20 كلم) . وسيكون المقطع الطرقي الجبهة-أجدير (103 كلم) جاهزا في متم الصيف القادم، فيما سيكون المقطع الأخير من مشروع تطوان-الجبهة (120 كلم) مفتوحا أمام حركة المرور في متم 2011 . يشار إلى أن أهمية هذا المشروع الذي تم إطلاقه سنة 1997 ، ليمر عبر أقاليم طنجة تطوان شفشاون الحسيمةالناظور وبركان، وأيضا طابعه المركب في بيئة طبيعية وعرة جغرافيا، تحدد فرادته النوعية، وهو ما اقتضى إجراء العديد من الدراسات بالاستناد على مجموعة من التخصصات. ويتمثل الهدف الأول من هذا المشروع في تزويد هذا المدار الطرقي المتوسطي بخصائص طريق من مستوى خدماتي جد عال. كما سيكون من نتائجه تثمين كافة مؤهلات الساحل. ومن وجهة نظر سياحية، تضاهي هذه المواقع الطبيعية والبحرية والجبلية مثيلاتها التي كانت وراء النجاح السياحي للسواحل الإسبانية المجاورة. ويزخر الساحل بموارد بحرية أخرى هامة ، بآفاق نمو متزايدة من خلال إحداث مآو ساحلية جديدة مترابطة في ما بينها. كما أنه من شأن الموقع الاستراتيجي لميناءي طنجة الناظور عند طرفيه وإحداث هذا المدار الطرقي المتوسطي أن يرفع مؤهلاته التنموية. وعلى العموم فإن المدار الطرقي المتوسطي يعد مشروعا مهيكلا يندرج في إطار استراتيجية تنمية الشمال، كما أنه يمكن الساكنة من الاستفادة من الثروات الطبيعية والتجهيزات الاجتماعية والخدمات والبضائع . وبحسب توقعات وزارة التجهيز والنقل فإن المدار الطرقي المتوسطي سيسمح بتحسين شروط العيش لفائدة قرابة ثلاثة ملايين نسمة وربط ستة أقاليم وأكثر من 40 جماعة وربح أربع ساعات زمنيا في الانتقال عبر الطريق الرابطة بين طنجة والسعيدية، وتأميم الوصول إلى أكثر من 200 كلم من الشواطئ وتوفير 80 ألف سرير و50 ألف منصب شغل مباشر وحوالي 200 ألف منصب شغل غير مباشر. من المنتظر أيضا أن يساهم المدار الطرقي المتوسطي في التخفيف من الاختلالات الترابية، والتوجيه التدريجي للسكان نحو الساحل ، وتمكين تمركز السكان في إطار مراكز حضرية صغيرة على طول الطريق.