جلالة الملك يترأس بطنجة حفل التوقيع على العقد البرنامج للفترة 2008 -2015 الخاص بالطرق السيارة في المغرب ترأس جلالة الملك محمد السادس يوم الأربعاء بقصر مرشان بطنجة، حفل التوقيع على العقد البرنامج بين الدولة والشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب برسم الفترة الممتدة ما بين2008 و2015 . وفي مستهل هذا الحفل، قدم السيد كريم غلاب وزير التجهيز والنقل بين يدي جلالة الملك عرضا ذكر فيه بالمراحل الهامة والاستراتيجية التي قطعها المغرب في مجال تدعيم البنيات التحتية للطرق السيارة ،خاصة منذ التوقيع، تحت الرئاسة الفعلية لجلالة الملك، على العقد البرنامج الأول للفترة ما بين2004 و2008 وعلى اتفاقيتي تمويل مشروعي الطريقين السيارين مراكش-أكادير وفاس-وجدة، على التوالي في فاتح يونيو2004 و6 أبريل2005 . كما استعرض الوزير البرنامج التكميلي الجديد الذي ينتظر إطلاقه ما بين2008 و 2012 على أن ينتهي في2015 والذي رصدت له استثمارات بقيمة 15 مليار درهم. ويهم هذا البرنامج 384 كلم من الطرق السيارة ، ويتعلق الأمر بمشروع الطريق السيار المداري للرباط (41 كلم) والطريق السيار برشيد- بني ملال (172 كلم) والطريق السيار الجديدة- آسفي (140 كلم) والطريق السيار الدارالبيضاء-برشيد عبر تيط مليل (5 ر30 كلم). وذكر الوزير أن هذا البرنامج التكميلي الذي يعتبر الموضوع الرئيسي لعقد البرنامج الثاني، تم بناء على دراسة المخطط المديري الوطني الثاني للطرق السيارة، ويهم إنجاز مشاريع تحظى بالأولوية تستجيب لهدفين أساسيين. وأوضح في هذا الصدد أن الهدف الأول يتمثل في مواكبة نمو حركة السير التي تشهدها شبكة الطرق السيارة وخاصة محور الرباط-الدار البيضاء الذي سيخضع لعملية توسيع بإنجاز ممر ثالث في كل اتجاه. وستنجز هذه التوسعة بكلفة927 مليون درهم ما بين يناير2009 و صيف2012 ، مع اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان شروط السلامة لمستعملي الطريق السيار أثناء الأشغال، بما فيها توقف الأشغال خلال الفترة الصيفية. أما الهدف الثاني، فيتمثل في إنجاز محاور هيكلية لربط جهات جديدة ذات طاقات ومؤهلات واعدة، خاصة جهتي عبدة-دكالة وتادلة-أزيلال. وفي استعراضه لعقد البرنامج الجديد، اعتبر السيد كريم غلاب أن هذا العقد يجسد إرادة الحكومة في مواصلة سياسة الأوراش الكبرى وتقوية شبكات البنيات التحتية بالمملكة وتوسيع طول الشبكة الوطنية للطرق السيارة إلى أزيد من1800 كلم. وقال إن هذا العقد يعكس كذلك العناية الخاصة التي توليها الدولة لدعم المجهودات الكبرى ، في مجال الاستثمار, التي تقوم بها الشركة الوطنية للطرق السيارة، وتعزيز اعتماداتها الخاصة وضمان استمراريتها وجعل أنشطتها أكثر مردودية. ويأخذ العقد البرنامج بعين الاعتبار تحمل وقع إلغاء الإعفاء من الضريبة على القيمة المضافة منذ سنة2007 على الشركة الوطنية للطرق السيارة، وضرورة إعادة الهيكلة المالية للشركة، مع إنجاز البرنامج التكميلي للطرق السيارة المحدد للفترة 2008 -2015 . وأكد السيد كريم غلاب أنه تم تأمين الاعتمادات المالية اللازمة لتمويل هذا البرنامج من خلال مساهمة الميزانية العامة للدولة بملبغ ثمانية ملايير درهم, منها مليارا درهم شكلت موضوع اتفاقيات سابقة, على أن يتم تأمين باقي المبلغ من خلال تمويلات ذاتية للشركة (عائدات شبكة الطرق السيارة) إضافة إلى قروض سندية مضمونة من طرف الدولة. وبخصوص الطريق السيار الرابط بين برشيدوبني ملال، فإنه يمتد على طول172 كلم حتى سفوح الأطلسين المتوسط والكبير مرورا عبر مدن بن أحمد وخريبكة وواد زم وأبي الجعد والفقيه بن صالح وقصبة تادلة, ويهدف إلى مواكبة التنمية التي تشهدها الجهة. ومن المنتظر أن تنطلق الأشغال بهذا المشروع، الذي تقدر تكلفته بخمسة ملايير و750 مليون درهم، في دجنبر2009 على أن تنتهي في دجنبر2012 . أما الطريق السيار الرابط بين الدار البيضاءوبرشيد عبر تيط مليل، فيمتد على طول5 ر30 كلم، ويهدف إلى تخفيف الضغط على مجموعة من المحاور الطرقية بالدار البيضاء والتي تعرف اكتظاظا; كما سيمكن، بفضل الطريق السيار المداري للدار البيضاء، من تسهيل عملية الولوج إلى مختلف الأحياء بضواحي الدار البيضاء الكبرى.وتبلغ كلفة هذا المشروع ، الذي سيسهل عملية المبادلات التجارية بين شمال المملكة وجنوبها, مليار و35 مليون درهم، وستنطلق الأشغال به في يناير2012 على أن تنتهي في دجنبر2014. ويتضمن هذا العقد البرنامج أيضا إنجاز طريق سيار مداري بالرباط على طول41 كلم، وسيؤمن الربط بين مختلف محاور الطرق السيارة المتجهة نحو شمال المملكة وجنوبها وشرقها، وهو ما سيمكن أيضا من تخفيف الضغط على الشوارع الكبرى للعاصمة, وضمان سلاسة النقل والتنقل خاصة بين ضواحي الرباط والمدينة الجديدةتامسنا. وتبلغ كلفة هذا المشروع مليار و840 مليون درهم، وستنطلق الأشغال به في أكتوبر2009 على أن تنتهي في دجنبر2012. وبخصوص الطريق السيار الرابط بين الجديدةوآسفي على طول140 كلم، فستعبر على التوالي مدن سيدي اسماعيل وسيدي بنور وجمعة سحايم، وستشكل امتدادا للطريق السيار الممتد على الساحل الأطلسي الذي سيبلغ طوله عند انتهاء الأشغال من هذا المشروع حوالي600 كلم.وسيكلف هذا المحور الطرقي ,الذي ستنطلق أشغاله في دجنبر2011 وتنتهي في2015 ، أربعة ملايير و200 مليون درهم. يذكر أن إجمالي الاستثمارات التي ستقوم بها الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب ما بين2008 و2015 تقدر ب36 مليار درهم، منها21 مليار درهم لإتمام البرنامج الحالي، و15 مليار درهم لإنجاز البرنامج التكميلي الإضافي, وهو ما سيمكن من الرفع من طول شبكة الطرق السيارة بالمغرب إلى1800 كلم. يشار أيضا إلى أن العقد البرنامج2015 2008 هو امتداد لعقد مماثل تم التوقيع عليه في فاتح يونيو2004 للفترة من2004 إلى2008 والذي كان من بين أهدافه الرفع من طول شبكة الطرق السيارة بالمغرب إلى863 كلم بإنجاز محاور جديدة تنضاف إلى تلك التي فتحت في وجه حركة السير (أصيلة طنجة، الطريق السيار المؤدي إلى ميناء طنجة المتوسط، تطوان-الفنيدق, حد السوالم-الجديدة، الطريق السيار المداري لسطات، والطريق السيار بين سطاتومراكش). يذكر أن طول الشبكة الطرقية التي عهدت بها الدولة للشركة الوطنية للطرق السيارة يبلغ1417 كلم منها846 كلم يتم استغلالها حاليا و571 كلم في طور الإنجاز (الفنيدق-المضيق ومراكش-أكادير وفاس-وجدة) وهي المقاطع التي ستنتهي الأشغال بها على التوالي في صيف2008 و2010 و2011 ، لينتهي بالتالي المخطط المديري الأول للطرق السيارة. ووقع العقد البرنامج كل من السادة، صلاح الدين مزوار، وزير الاقتصاد والمالية، وكريم غلاب، وزير التجهيز والنقل، وعثمان الفاسي الفهري، المدير العام للشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، وذلك بحضور عبد الواحد القباج، رئيس المجلس المديري لصندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وعدد من أطر وزارتي التجهيز والنقل والاقتصاد والمالية.