ما زال بروز المتحورات المتفرعة عن "كوفيد – 19" متواصلا، حيث ظهر متحور جديد تحت مسمى "JN.1′′، خلال الأيام الأخيرة، في عدد من البلدان؛ في حين لم تصدر عن السلطات الصحية المغربية، إلى حد الآن، أية معطيات حول الوضعية في المملكة. وعلى غرار عدد من المتحورات السابقة التي تفرعت عن كوفيد – 19، يتّسم المتحور الجديد بسرعة الانتشار؛ وهو ما يجعله محط متابعة دقيقة من طرف الدول، بينما اعتبرت منظمة الصحة العالمية بأنه "مثير للاهتمام"، داعية الناس إلى اتخاذ التدابير الضرورية للحيلولة دون الإصابة به. وأفاد سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية للتلقيح، بأنه لا يوجد أي مؤشر على تسرُّب المتحور الجديد إلى المغرب، مشيرا إلى أن الفترة الحالية من السنة تشهد ظهور عدد من الفيروسات التي تبرز في نهاية فصل الخريف وبداية فصل الشتاء، من قبيل فيروس RSV، الذي يصيب الأطفال، والزكام. ولفت عفيفي، في تصريح لهسبريس، إلى أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تصدر النشرة الأسبوعية لنتائج الرصد الوبائي لكوفيد – 19، "ولا مجال لنشر الهلع بين الناس"، مشيرا إلى أن ما يتم التركيز عليه في تتبع المتحورات المتفرعة عن كوفيد – 19 هو مدى شراستها. وبالرغم من دعوته إلى عدم "التهويل"، لفت عفيف إلى أن الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 سنة، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة كالقلب والسكري يتعيّن عليهم أخذ جميع الاحتياطات، وأن يبادروا إلى التلقيح ضد الزكام، الذي يقتل الملايين من الناس كل عام عبر العالم. كما أوْصى عفيف بضرورة وضع النساء المُرضعات للكمامة؛ تفاديا لانتقال العدوى، في حال وجود أي فيروس، إلى الرضّع. ومن بين الدول التي انتشر فيها متحور JN.1 المملكة العربية السعودية، حيث أعلنت هيئة الصحة العامة السعودية، أمس الأربعاء، أن نسبة انتشار المتحور في البلد بلغت 36 في المائة. من جهته، قال الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، إن منظمة الصحة العالمية ترتّب خطورة المتحورات المتفرعة من كوفيد – 19 بناء على ثلاثة مستويات، حيث يتم وضع أي متحور تحت المراقبة حين تكون هناك شكوك حول احتمال أن تكون له تأثيرات، وفي المستوى الثاني يتم تصنيفه على أنه مثير للاهتمام، وهو حال متحور JN.1، ويعني المستوى الثالث أن المتحور مقلق. وأوضح حمضي، في تصريح لهسبريس، أنَّ المتغيّر الأساس بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية، خلال الأيام الأخيرة، هو أن متحور JN.1 كان مصنفا ضمن المتحورات الفرعية لسلالة BA2.86، وحاليا صُنف كتمحور مستقل بذاته؛ لأنه يتميز بخاصيات تميزه عن السلالة المذكورة. وأفاد المتحدث ذاته بأن المستجدَّ في المتحور الجديد هو أن الخبراء اكتشفوا فيه طفرات كثيرة جدا أعطته سرعة انتشار كبيرة أكثر من المتحورات السابقة، إصافة إلى أن يتميز ب"هروب مناعي"، أي أن الأشخاص الذين لُقحوا سابقا، سواء بلقاحات الجيل الأول أو لقاحات الجيل الثاني، أو الأشخاص الذين سبق أن أصيبوا بفيروس كورونا، يمكن أن يُصابوا بمتحور JN.1. ومع ذلك، أردف حمضي، فإن المتحور الجديد ليس شرسا مقارنة مع المتحورات السابقة، على الرغم من أن سريع الانتشار، حيث بلغت نسبة انتشاره في الولاياتالمتحدةالأمريكية 30 في المائة، ونفس الشيء في فرنسا، معتبرا أن هذه المؤشرات تعني أن JN.1 سيكون هو السائد خلال الأسابيع المقبلة عالميا، نظرا لسرعة انتشاره. وجوابا عن سؤال حول ما إن كانت محاربة المتحور الجديد تستدعي إجراءات خاصة، مثل إغلاق الحدود لمنع تسربه إلى المغرب، أوضح حمضي أنه لن تكون هناك أية إجراءات من هذا القبيل، وأن الحياة ستستمر بوتيرتها العادية؛ غير أنه استدرك بأن تزامن ظهور JN.1 مع الفيروسات الموسمية وبعض الأمراض الشتوية سيُفضي إلى ضغط على المنظومة الصحية، خاصة مصالح الأمراض التنفسية. وأشار المتحدث ذاته إلى أن كثيرا من سكان العالم، بمن فيهم المغاربة، لم يتلقوا تلقيحا منذ سنتين؛ ما يعني انخفاض المناعة تدريجيا، متوقعا أن يؤدي ذلك إلى تسجيل إصابات كبيرة بكوفيد – 19، دون أن يعني ذلك أنها ستكون خطرة. وأوضح أن المناعة التي تم اكتسابها بسبب الإصابة سابقة بكورونا، أو عن طريق اللقاح، وإن كانت لا تحمي من الإصابة بمتحور JN.1، إلا أنها تحمي من الحالات الخطيرة والوفيات، لا سيما صغار السنّ المتمتعين بصحة جيدة؛ غير أن الأشخاص المسنين (65 سنة فما فوق) أو الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعية يحتاجون إلى المراقبة والحماية. وشدد حمضي على أن الأشخاص المسنين أو الذين يعانون من ضعف المناعة يجب أن يكونوا ملقحين ضد كوفيد – 19 وضد الأنفلونزا الموسمية، وأن يخضعوا للفحص، وأن يأخذوا الأدوية حسب نوعية الإصابة. وبالنسبة لصغار السن، أفاد المتحدث ذاته بأنهم في حال كانت لديهم أعراض المتحور الجديد أو الزكام يجب أن يمكثوا في بيوتهم، وأن يستعملوا الكمامات.