رغم سرعة انتشاره واحتمال رفعه لعدد الحالات التي قد تدخل المستشفى، قد يساعد "أوميكرون" البشرية على التخلص من الوباء. رغم التفشي المقلق للمتحور الجديد "أوميكرون" بسبب سرعة انتقاله، واحتمال رفعه لعدد الحالات التي قد تدخل المستشفى، إلا أن خبراء عالميون ، يتوقعون نهاية وشيكة للفيروس في العالم، وتمثيل "أوميكرون" آخر مراحل انتشاره، وبالتالي قد يساعد في تخلص البشرية من الوباء في حال عدم ظهور متحورات جديدة. وفي هذا السياق، قال الصيدلاني، عزيز غالي إن خطورة المتحور الجديد تكمن في كونه سريع الانتشار، وأقل ضراوة، وفيما يخص تأثيره على فعالية اللقاحات، مضيفا في تصريح ل"العلم" أنه لا يوجد جواب شاف حول الموضوع، فقط هناك شركات مصنعة للقاحات تخرج بين الفينة والأخرى لتؤكد أن اللقاحات تتوفر على فعالية للحد من شراسة "أوميكرون" في غياب دراسات علمية توضح أن هذه اللقاحات تقضي على الفيروس أم لا. وأوضح المتحدث نفسه، "أننا دخلنا مرحلة حيث الفيروس ينتشر بكثرة لكن الإماتة قليلة وأعراضه لا تشكل خطورة كبيرة على المصاب، يمكن أن نؤكد أن "أوميكرون" رغم ما قيل عنه قد نصل بواسطته إلى مناعة القطيع"، مشيرا إلى أن الفيروس الجديد ينتشر بكثرة ولا يدخل المصاب للإنعاش إضافة إلى أنه لا يؤدي إلى الوفاة، ما يعني أنه سيصبح مثل زكام عادي، قد يساعد على تخلص البشرية من الوباء في حال عدم ظهور متحورات جديدة مستقبلا. من جهته، أكد الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، أن هناك نظرية تفيد بأن "أوميكرون"سيعطي المناعة ضد كوفيد 19، ولكي يتحقق هذا السيناريو يتوجب توفر ثلاثة شروط، أولاها عدم حدوث وفيات كثيرة، ولحد الساعة ليس لدينا أرقام تؤكد أن الأشخاص غير الملقحين لا يتعرضون للوفاة أو دخول أقسام الإنعاش، مضيفا في تصريح ل"العلم" أن المتحور الجديد إذا كان سيمنح المناعة ويتسبب في الوفاة، فما علينا إلا أن نكتسب هذه المناعة عبر اللقاحات. وتابع المتحدث ذاته، إذا كان "أوميكرون" سريع الانتشار سيكون هو آخر متحور، ولا يمكن أن يعطينا متحورا جديدا مستقبلا، مشيرا إلى أنه ثبت علميا إذا ما انتشر أي فيروس بشكل كبير كل المتحورات الأخرى ممكن ظهورها. وأوضح الدكتور حمضي، أنه يجب أن نضمن مناعة ضد "أوميكرون" طويلة الأمد، بمعنى أن الأشخاص الذين يصابون بهذا الفيروس يكتسبون مناعة طويلة، ولكن إذا ما تعرضوا للإصابة من جديد بمتحورات أخرى بعد ستة أشهر، فلن يعطينا مناعة دائمة، مشددا على أن أي فيروس تنقص مناعته فاحتمال نهايته وارد، لكن لا بد من توفر الشروط السابق ذكرها. في حين أبرز ياشا مونك، الباحث والأستاذ في جامعة جونز هوبكنز، أن البيانات المتعلقة بمتحور "أوميكرون" كظاهرة اجتماعية، تظهر أنه على وشك الانتهاء، رغم سرعة انتشاره واحتمال رفعه لعدد الحالات التي قد تدخل المستشفى ومهما كان مساره. ولفت مونك في حديثه إلى "ذا اتلانتيك" إلى أن أوميكرون رغم سرعة انتشاره الكبير إلا أنه غير قاتل، إذ أن حصيلة الوفيات بسببه منخفضة، مشيرا إلى أن جميع أصدقائه الذين عانوا من الفيروس أبلغوا عن أعراض خفيفة للفيروس، وهو ما يتناسب مع ما تم الكشف عنه في جنوب إفريقيا، البلد الذي ظهر فيه المتحور "أوميكرون" لأول مرة. ويرى الباحث، أن الزيادة الهائلة في عدد الإصابات بأوميكرون والتي لا تلقى بالمقابل استجابة قوية من الدول تمثل نهاية الوباء، إذ أن الناس اعتادت العيش بوجود الفيروس. وختم المتحدث توقعاته بالقول إن "العلماء لهم مبرراتهم بأن الوباء انتهى". وكانت وزارة الصحة قد أعلنت أول أمس السبت، أنه تم تسجيل 2328 إصابة بفيروس (كوفيد-19)، وبلغ عدد المتعافين 815 شخصا، فيما تم تسجيل حالتي وفاة، خلال ال24 ساعة الماضية. وأبرزت الوزارة في النشرة اليومية لحصيلة (كوفيد-19)، أن ثلاثة ملايين و968 ألف شخص تلقوا الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد للفيروس، فيما ارتفع عدد الملقحين بالجرعة الثانية إلى 22 مليون و933 ألف و732 شخص، مقابل 24 مليون و560 ألف و181 شخص تلقوا الجرعة الأولى. وأشارت النشرة إلى أن الحصيلة الجديدة للإصابات بالفيروس رفعت العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 965 ألف و420 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس 2020، فيما بلغ مجموع حالات الشفاء التام 941 ألف و 8 حالات بنسبة تعاف تبلغ 5، 97 في المائة، فيما بلغ عدد الوفيات 14 ألف و851 بنسبة فتك تصل الى 1.5 في المائة. وسجلت حالتي الوفاة بجهات الدارالبيضاء-سطات والعيون الساقية الحمراء. وبلغ مجموع الحالات النشطة 9561، فيما بلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة 38 حالة خلال ال24 ساعة الأخيرة، ليصل مجموع هذه الحالات إلى 141 حالة، 2 منها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي. وبلغ معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة ل(كوفيد-19) 7، 2 بالمائة.