تواجه إسرائيل الإثنين تنديدا متزايدا من الأسرة الدولية جراء الحصيلة البشرية المرتفعة جدا للضحايا المدنيين وتدمير مستشفيات في قطاع غزة، فيما تستمر في تكثيف حربها على حركة حماس في القطاع المحاصر. ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا الإثنين للتصويت على مشروع قرار جديد يدعو إلى "وقف عاجل ودائم للأعمال القتالية" في قطاع غزة. وانطلقت شرارة الحرب الدامية في السابع من أكتوبر بهجوم غير مسبوق شنّته حماس على إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة، أوقع نحو 1140 قتيلا، غالبيتهم من المدنيين بحسب السلطات الإسرائيلية. وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل ب"القضاء" على حماس وبدأت هجوما واسع النطاق تسبب في دمار هائل في قطاع غزة. وأوقع القصف 18800 قتيل على الأقل، نحو 70 بالمائة منهم من النساء والأطفال، وفق حكومة حماس. صباح الإثنين، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في قطاع غزة مقتل 110 أشخاص في غارات إسرائيلية شمالي قطاع غزة منذ الأحد. وقالت وزارة الصحة في بيان: "50 شهيداً حتى الآن في المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بقصف منازل (..) في جباليا"، وزادت: "ارتفاع عدد الشهداء جراء قصف الاحتلال منازل في جباليا أمس إلى 110". وبعد أكثر من شهرين من انطلاق عمليات القصف والاشتباكات العنيفة نزح الجزء الأكبر من سكان القطاع وهم يعانون من نقص كبير جدا في المواد الغذائية والمياه والأدوية والوقود. ومازال أقل من ثلث مستشفيات القطاع في الخدمة جزئيا بحسب الأممالمتحدة، فيما نددت منظمة الصحة العالمية الأحد بتأثير العمليات الإسرائيلية على مستشفيين شمالي قطاع غزة. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إن المنظمة "مصدومة بالدمار اللاحق" بمستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، حيث شنت القوات الإسرائيلية عملية استمرت أياما عدة قالت إنها تستهدف حركة حماس. وأمام باحة المستشفى حيث آثار الدبابات والجرافات الإسرائيلية واضحة، وقف أبو محمد وهو يبكي قائلا: "هدموا المبنى. قتلوا الأطباء. حتى الأطباء لم يسلموا منهم. لم يبقوا على أي شيء". وأكد الرجل بتأثر: "ابني هنا (مشيرا تحت الأنقاض).. لا أعرف كيف سأعثر عليه". – مقتل خمسة جنود إسرائيليين – والسبت، قال الجيش الإسرائيلي إنه "أنهى عمليته" في هذه المنطقة "التي استخدمتها حماس مركز قيادة ومراقبة". غير أن حماس نددت ب"مجزرة مروعة ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني (...) تمثلت بتجريف خيام النازحين في ساحة المستشفى بمن فيها من الجرحى والنازحين، ما تسبب في دفنهم أحياء واستشهادهم". وقالت منظمة الصحة العالمية إن قسم الطوارئ في مجمع الشفاء الطبي شمالي غزة استحال "حمام دم" وبات يحتاج إلى "إعادة تأهيل" بعد تعرضه لأضرار بالغة جراء القصف الإسرائيلي. وأشارت وزارة الصحة التابعة لحماس إلى أن ضربة إسرائيلية أصابت الأحد مستشفى ناصر في خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع، ما أسفر عن سقوط قتيل وسبعة جرحى. وأوضحت الوزارة أيضا أن القوات الإسرائيلية اقتحمت مستشفى العودة شمال قطاع غزة الأحد وأوقفت أطقمه بعد حصار وعمليات قصف دامت أياما عدة. والأحد جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التأكيد أنه "سيقاتل حتى النهاية" وصولا إلى "القضاء" على حماس والإفراج عن كل الرهائن وضمان ألا تكون غزة بعد الآن "مركزا للإرهاب". وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه اكتشف قرب معبر إيريز الحدودي شمال قطاع غزة أكبر نفق تحت الأرض لحركة حماس. ولاحظ مصور وكالة فرانس برس الذي سمح له بالذهاب إلى المكان أن النفق مزود بخط أنابيب وبالتيار الكهربائي والتهوية والصرف الصحي وشبكات الاتصالات وسكك حديد، ويسمح حجمه بمرور آليات صغيرة. وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل خمسة من جنوده الأحد، ما رفع إلى 126 حصيلة القتلى في صفوفه منذ بدء العمليات البرية في قطاع غزة في 27 أكتوبر. – دعوات إلى الهدنة – وتتعرض الحكومة الإسرائيلية لضغوط متنامية من الأسرة الدولية لتعليق الأعمال القتالية وحماية المدنيين. وتقدر الأممالمتحدة أن 1,9 مليون شخص من أصل 2,4 مليون عدد سكان قطاع غزة نزحوا جراء الحرب. وقال المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني: "لن أتفاجأ إذا بدأ الناس يموتون من الجوع، أو جراء مزيج من الجوع والمرض وضعف المناعة". ويعاني سكان قطاع غزة من انقطاعات متكررة في الاتصالات، لكن الشركة المشغلة لشبكة الهواتف الجوالة والإنترنت أعلنت أن الخدمة تعود تدريجا. وزارت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إسرائيل الأحد، حيث دعت إلى هدنة "فورية ومستدامة". وأكدت قطر التي ساهمت في التوصل إلى هدنة استمرت سبعة أيام الشهر الماضي، أفرج خلالها عن 80 رهينة كانت محتجزة في قطاع غزة في مقابل 240 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، على "جهودها الدبلوماسية المستمرة لتجديد الهدنة الإنسانية". لكن حماس أكدت معارضتها أي تفاوض من أجل تبادل الرهائن والأسرى ما لم يتوقّف تماما "العدوان على شعبنا". وزار وزير الدفاع الأميركي أوستن لويد الكويت الإثنين في إطار جولة شرق أوسطية تتضمن محطات في إسرائيل وقطر. – عائلات الرهائن تضغط – وتواجه إسرائيل ضغوطا ودعوات من عائلات الرهائن مطالبة بإبطاء أو تعليق أو وضع حد للهجوم العسكري. ومازال 129 شخصا محتجزين رهائن في قطاع غزة على ما تفيد إسرائيل؛ وتجمع أقارب هؤلاء مجددا في تل أبيب للمطالبة بإعادتهم بعدما أقر الجيش بأنه قتل عن طريق الخطأ 3 رهائن في قطاع غزة. وشدد الرهينة الألماني الإسرائيلي السابق راز لن -عمي البالغ 57 عاما على "المذلة اليومية النفسية والجسدية" التي تعرض لها، مع الحصول على وجبة طعام واحدة في اليوم، وغياب المراحيض التي تحفظ كرامة الإنسان. وأدى اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة إلى دوامة عنف في الضفة الغربيةالمحتلة أيضا. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن القوات الإسرائيلية قتلت خمسة فلسطينيين الأحد في مخيم للاجئين في الضفة الغربية. وقال الجيش الإسرائيلي من جهته إن الضربات الجوية استهدفت مسلحين كانوا يعرضون الجنود للخطر. وتفيد وزارة الصحة الفلسطينية بأن أكثر من 290 فلسطينيا قتلوا بنيران القوات الإسرائيلية أو المستوطنين اليهود في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب. – ضربات على سوريا – وتستمر المخاوف من توسع رقعة النزاع لتشمل المنطقة. وشنت إسرائيل الأحد ضربات جوية قرب دمشق، ما أدى إلى إصابة جنديين سوريين، على ما ذكرت وزارة الدفاع السورية. وتشهد الحدود الشمالية للدولة العبرية مع لبنان تبادلا للقصف بشكل يومي بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران.