يخوض مركز "AI MOVEMENT" التابع لجامعة محمد السادس للعلوم التقنية غمار استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، وذلك من خلال تطوير طائرات مسيّرة ذات قدرة فائقة على التقاط ما يجري داخل المنشآت الثابتة، وكذلك الأشياء المتحركة، مثل العربات الخاضعة للمسح. وأفادت أمل الفلاح السغروشني، عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، في عرض قدمته ضمن ندوة دولية ينظمها المجلس حول الذكاء الاصطناعي، بأن مركز AI MOVEMENT يشتغل على تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة لأغراض عسكرية. وأوضحت المتحدثة أن المركز يعمل على تطوير طائرات مسيرة يتوزع أداؤها على المراقبة الأرضية والجوية في آن واحد، بهدف مسح المناطق المستهدفة واستجماع المعلومات، لافتة إلى أن هذه المسيّرات لديها القدرة على تصوير ما يوجد داخل المنشآت دونما حاجة إلى اقتحامها، وعلى الأرض تمكّن من توفير معلومات دقيقة، من قبيل التعرف على السيارات المفخّخة. ونوهت السغروشني إلى أن الحروب مستقبلا سوف تعتمد على الذكاء الاصطناعي، "وهو ما يحتّم أن نتفوق في هذه التقنية لضمان السيادة على المعلومة"، لافتة إلى أن "من بين العوامل التي أعطت للولايات المتحدةالأمريكية تفوقا كبيرا على المستوى العسكري تطويرها الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، ما قوّى فعالية وقدرة جيشها، سواء على مستوى القيادة أو تتبّع الأهداف، خاصة المتحركة". من جهة ثانية، قالت عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي إن الذكاء الاصطناعي لا يتوقف عند تقنية "Chat GPT"، وهو التطبيق الأكثر شهرة ضمن تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بل يضم تطبيقات عديدة تستعمل في مختلف المجالات، لافتة إلى أن ما يميز تطبيق "Chat GPT" هو قدرته على معالجة البيانات الضخمة في وقت وجيز، وتوليد البيانات بطريقة اصطناعية، ومحاولة تقليد القدرات الذهنية والمعرفية للإنسان. وأوضحت المسؤولة ذاتها أن الذكاء الاصطناعي يتيح القدرة لأصحاب القرار على تنفيذ عدد من المهام بشكل فعال، فمن خلال هذه التقنية، تردف، "يمكن تسيير حيّ أو مدينة بطريقة افتراضية، من خلال شاشة حاسوب، والقيام بالتصنيع، والمعاملات المالية، والعمليات الجراحية عن بعد...". ويُعتبر الجانب الأخلاقي من الإشكاليات البارزة التي يطرحها الذكاء الاصطناعي، إذ اعتبرت السغروشني أن هذا الأمر يمثل مشكلا، "فرغم وجود بعض المبادئ فإن التحدي يكمن في مدى الالتزام بها"، موردة أن "المدخل لتجاوز هذا المشكل هو وضع قوانين، باعتبار أن القانون يكون مُلزما". وإلى حد الآن تم التقدم ب117 مبادرة على المستوى العالمي، عبر منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، تهم مبادئ وأخلاقيات استعمال الذكاء الاصطناعي، "غير أن السؤال المطروح هو كيف يمكن تطبيق هذه المبادئ، خاصة مع انتشار استعمال الذكاء الاصطناعي في كل بلدان العالم"، تردف المتحدثة. وترى السغروشني أن "الوصول إلى ذكاء اصطناعي مسؤول، وتجاوز الانحرافات التي يمكن أن تنجم عنه، وبالتالي تدبير الرهان الأخلاقي المرتبط باستعماله، يقتضي وضع حكامة جيدة تعتمد على مجموعة من الأسس".