انطلقت، الاثنين، بأحد الفنادق المصنّفة بالناظور الدورة الثانية عشرة للمهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة، المنظم من طرف مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم تحت شعار "ذاكرة العودة". وحملت دورة هذه السنة، التي حضرتها شخصيات فنّية وثقافية وسياسية وفاعلون سينمائيون وأكاديميون، اسم الراحل مصطفى أزواغ، الرئيس السابق لمجلس بلدية الناظور وفريق الهلال الناظوري لكرة القدم، عرفاناً له عما قدّمه للمدينة، وقد كان حفل انطلاق المهرجان الدولي فرصة لتكريمه إلى جانب ممثلتين سينمائيتين، هما فاطمة عاطف ودنيا لحميدي. وخلال حفل انطلاق المهرجان الدولي سلّم مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم الجائزة الدولية "ذاكرة من أجل الديمقراطية والسلم" إلى ميغيل رودريغيس مكاي، وزير خارجية البيرو سابقا، ومحمد الشيخ بيد الله، وزير الصحة الأسبق، اللذين حصلا عليها مناصفة "لدفاعهما المستميت عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في بلديهما وفي العالم"، وفق الجهة المانحة. وفي كلمة ترحيبية، قال عبد السلام بوطيب، رئيس مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، إن "المهرجان أصبح منذ سنوات ملتقى عالمياً لتناول قضية من القضايا الشائكة التي تطرحها سيرورة البناء الديمقراطي وبناء دولة الحق والقانون". وأشار بوطيب إلى اهتمام القائمين على هذه التظاهرة بالقضايا الحقوقية والسياسية عبر السينما "في زمن اعتقد الناس أن السينما والصناعة السينمائية انهارتا، لاسيما عندما لاحظوا كيف خُربت القاعات السينمائية هنا وهناك"، قبل أن يضيف "اكتشف الناس أن الثقافة هي حصننا الأخير من البشاعة، والانتصار على القبح في هذا العالم يمر عبر إبراز الجمال الذي فينا بالصوت والصورة". وتعرف هذه الدورة مشاركة 28 عملاً سينمائياً في المسابقة الرّسمية، وتنقسم إلى ثلاثة أصناف: الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة ثم الأفلام الوثائقية. وتتوقع الجهة المنظمة منافسة قوية بين الأفلام المغربية والأفلام الدولية على الجوائز الست. وعلى مدى أسبوع وضعت إدارة المهرجان برنامجاً غنياً بالأنشطة الثقافية والفكرية، حيث سيتم تنظيم مائدة مستديرة تناقش تيمة المهرجان "ذاكرة العودة" والهجرة وارتباطهما بالسينما، إضافة إلى مناقشات فكرية وفنّية ليلية، فضلا عن عرض الأفلام المشاركة طيلة أيام المهرجان. يُشار إلى أن إدارة المهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة اختارت خلال دورة هذه السنة استباق حفل الافتتاح بتنظيم مباراة ودية في كرة القدم جمعت بين قدماء فريقي الهلال والفتح المحليين ومجموعة من الضيوف القادمين من مختلف دول العالم.