في الوقت الذي يعتبر الكثيرون أن استعمال مزيلات العرق أمر طبيعي واعتيادي، أثبتت الأبحاث الحديثة أن مثل هذا الظن في غير محله، خصوصاً وأن بعض الأنثربولوجيين، يرون أن رائحة الإنسان الكريهة قد تكون هي العامل الذي أنقذه من ملاحقة الحيوانات المفترسة. "" والأكثر من هذا فإن الأبحاث تدل على أن المصريين القدماء هم أول من اخترع ونشر فكرة مزيلات العرق، وذلك عبر وضع العطور المصنوعة من القرفة أو التوابل تحت إبطي كل شخص. وبعد انتشار مثل هذه الفكرة، والتي تبنتها شعوب أخرى، مثل الرومان، نجد أنها باتت أمراً يدل على حضارة الشخص ورقيه، حيث نجد الشاعر الروماني الشهير أوفيد، وقد حذر النساء من الإبقاء على "ماعز" تحت إبطهن، في إشارة إلى الرائحة الكريهة التي يطلقها هذا الحيوان. وفي العصور الحديثة اكتسبت فكرة أهمية مزيلات العرق الكثير من الرواج، بحيث أنه صدر بمقاطعة "سان لويس أوبيسبو" في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، قانون يمنع أصحاب الروائح الكريهة من الدخول إلى مكتباتها العامة. ومن الطرافة بمكان، صنع علكة "فارينكا" باليابان، والتي تحتوي على مركبات عطرية تحفز الجسم على إفراز روائح طيبة، بحيث تستمر هذه الإفرازات لست ساعات بعد مضغ العلكة لأول مرة. ولكن كسائر الأشياء لا يخلو الأمر من ضريبة تتجسد بأن مزيلات العرق تحتوي على كلوريد الأمونيوم "النشادر"، الذي يخرب الألبسة ويحول لونها إلى الاصفرار. وعلى صعيد أكثر غرابة، سبق وأن أعلن النجم السينمائي الأمريكي، ماثيو ماكنهاي، في مايو/ أيار الماضي، أنه لا يستعمل مزيلات العرق، مما حفز الشركة المنتجة لعطر "آكس"، على إرسال كمية منها كافية لسنة، مرفقة بملاحظة مكتوبة تنصحه بأنه عليه أن يبدأ باستعمال هكذا منتجات.