انطلقت بمدينة الريصاني التابعة لإقليم الرشيدية، الجمعة، أشغال الدورة السادسة والعشرين لجامعة مولاي علي الشريف، المنظمة من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل-قطاع الثقافة، حول موضوع "الدولة العلوية والبعد الإفريقي"، يومي 24 و25 نونبر الجاري، وذلك تحت رعاية الملك محمد السادس. ترأس أشغال افتتاح هذه الدورة عبد الحق المريني، رئيس اللجنة العلمية لجامعة مولاي علي الشريف (الناطق الرسمي باسم القصر الملكي)، بحضور كل من محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، ووالي جهة درعة تافيلالت، بوشعاب يحضيه، ورئيس جهة درعة تافيلالت، ورئيس جماعة مولاي علي الشريف، وباحثين وأساتذة جامعيين. في كلمة له بالمناسبة، رحب والي جهة درعة تافيلالت، بوشعاب يحضيه، بضيوف مدينة الريصاني الحاضرين في أشغال الدورة ال26 لجامعة مولاي علي الشريف، مشيرا إلى أن الدولة العلوية بنت علاقات جعلت من المغرب منارة في الحضارة والبناء والسلام، خاصة في ما يتعلق بالبعد الإفريقي. وقال والي الجهة: "أود من هذه المناظرة القيمة أن تشكل بداية جديدة للغوص في تاريخ هذه المنطقة التي تعتبر مهدا للدولة العلوية الشريفة"، مضيفا أن الموضوع الذي اختير لهذه الدورة "يحمل دلالات على البعد الإفريقي، خاصة الذي أرست أسسه الدولة العلوية منذ نشأتها". في المقابل، أشاد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بن سعيد، بجامعة مولاي علي الشريف العريقة التي تواصل دراسة ما تعرفه الدولة المغربية من تطورات في مسيرتها الوحدوية والتنموية وسياستها الدولية التي يقودها الملك محمد السادس بحكمة وتبصر. وقال المسؤول الحكومي ذاته إن "السياق الوطني اقتضى أن يتمحور البحث في هذه الدورة على موضوع: المغرب في بعده الإفريقي في زمن الدولة العلوية، في طرح عميق للجنة العلمية لجامعة مولاي علي الشريف، وذلك لاستحضار المسار المتميز للمغرب في بعده الإفريقي، هدفه السعي إلى بلوغ اندماج قاري يحقق النماء والعيش الكريم لكل الشعوب". وأضاف محمد المهدي بن سعيد أن "حضورنا في فعاليات هذه الجامعة هو الالتزام الذي أكد عليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في رسالته الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في أشغال دورتها السابقة، بجعل هذه الجامعة مناسبة أيضا للوقوف على المشاريع التنموية في مجالات الثقافة والفنون والمحافظة على التراث المادي واللامادي". وأكد المتحدث ذاته أن "المنطقة شهدت تحولا ملموسا في التنمية الثقافية"، موردا أنه "تم توقيع اتفاقية شراكة من أجل تمويل وتنفيذ برنامج التنمية الجبلية والواحية بجهة درعة تافيلالت مع عدة شركاء، يضم عددا من المشاريع بجميع أقاليم الجهة، ساهمت فيه وزارة الشباب والثقافة والتواصل بمبلغ 120 مليون درهم، بالإضافة إلى مشروع تأهيل سجلماسة الذي سيكون له أثر كبير على المنطقة". من جهته، ذكّر عبد الحق المريني، رئيس اللجنة العلمية لجماعة مولاي علي الشريف (مؤرخ المملكة)، بأن الدورات السابقة للجامعة "سلطت الضوء على إنجازات الدولة العلوية في جميع المجالات"، وقال إن "الدورة الحالية ستسلط الضوء أيضا على البعد الإفريقي للدولة العلوية". واستحضر الناطق الرسمي باسم القصر الملكي الإنجازات الطويلة التي بصمت عليها الدولة العلوية في البعد الإفريقي، مشيرا إلى أن "المغرب لعب دورا مهما في إفريقيا منذ بداية حكم الدولة العلوية"، وأن "عمل الجامعة يندرج في إطار تعزيز الجهود الأكاديمية الرامية إلى إبراز ثراء خزانة التاريخ المغربي المتنوع بالدراسات والبحوث، والإسهام في تقديم وتسليط الضوء على الدور الحاسم للأسرة العلوية وملوكها العظام في تأسيس وتدعيم الدولة العلوية المغربية الحديثة". تاريخ إحداث الجامعة كشفت وثيقة وزعتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل على الحاضرين أن جامعة مولاي علي الشريف "أحدثت بمدينة الريصاني بمبادرة من وزارة الثقافة وبمباركة سامية من جلالة المغفور له الحسن الثاني"، مضيفة أن "أولى دورات الجامعة انطلقت يوم 7 دجنبر 1989 وأسندت رئاستها الشرفية للأمير مولاي رشيد، ومع دورة نونبر من 2012 أحيطت أشغال الجامعة بالرعاية الملكية السامية للملك محمد السادس". ومنذ انطلاق أول دورة لهذه الجامعة إلى الآن، "تم تنظيم 26 دورة، شارك فيها المئات من الباحثين والمؤرخين، وتم الحرص في تنظيمها على انتقاء مواضيع لا تقتصر فقط على التاريخ السياسي، بل تشمل أيضا مجالات أوسع كالاقتصاد والثقافة والمجتمع"، نورد الوثيقة ذاتها. واهتمت الدورتان الأولى والثانية، حسب المصدر نفسه، "بدراسة مصادر الدولة العلوية الشريفة والجوانب الثقافية والحضارية لمنطقة تافيلالت، لتتخصص الجامعة بعد ذلك في دراسة عهد كل سلطان علوي على حدة". وعلى هامش افتتاح الدورة السادسة والعشرين لجامعة مولاي علي الشريف، تم عرض شريط وثائقي حول "العمق الإفريقي للمغرب والتعاون جنوب-جنوب"، وزيارة معرض الصور حول "البعد الإفريقي للمملكة المغربية" من إعداد قطاع التواصل بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، ومعرض الصور حول "العمارة الطينية الإفريقية"، وعرض مشروع تأهيل منطقة سجلماسة الذي سيتم إطلاقه، حسب الوزير محمد المهدي بن سعيد، شهر يونيو المقبل.