يستمر صدى وثيقة إسرائيلية استخباراتية مسربة تضع المغرب ضمن الوجهات المحتملة لترحيل ساكنة غزة، تزامنا مع نقاش دولي عن مستقبل 2 مليون فلسطيني بعد الحرب. الوثيقة ذات الصفحات التسع، التي نشرتها لأول مرة قبل أسابيع مجلة "+972 Magazine" العبرية، أقرت ب"صحتها" الخارجية الإسرائيلية في تصريح لهسبريس، غير أنها وضعت توضيحات حولها. وقالت خارجية تل أبيب إن "هذه الوثيقة لا تعكس بأي شكل من الأشكال سياستنا، ولا ثقل أو وزن لها، كما أن الحسم في هذا الموضوع تم قبل أسبوعين تقريبا"، وأوردت أن "هاته الوثيقة أتت من وزارة الاستخبارات"، دون الكشف عن أي تفاصيل أخرى. في السياق ذاته تكشف الوثيقة الاستخباراتية التي اطلعت هسبريس على نسخة منها، في شق الخيار "c" المعنون ب"ترحيل ساكنة غزة نحو سيناء المصرية"، وضع اسم المغرب وتونس وليبيا ومصر ضمن خيارات الترحيل المحتملة في شمال إفريقيا؛ أما في أوروبا فتأتي اليونان وإسبانيا، وفي الشرق الأوسط تأتي السعودية، وفي أمريكا الشمالية تأتي كندا. غير أن سفير فلسطين بالمملكة المغربية، عمر الشوبكي، يضع نفي خارجية تل أبيب رغبتها في تهجير ساكنة غزة نحو المغرب ودول أخرى ضمن إستراتيجيات إسرائيل المعروفة في هذا الموضوع. ويقول الشوبكي لهسبريس إن "هاته الخطة قديمة وجديدة، إذ تهدف إلى تهجير ساكنة غزة نحو سيناء المصرية، غير أنها وجدت معارضة شديدة وقوية من قبل الفلسطينيين، لأنهم يرفضون مغادرة وطنهم، وأيضا من السلطات المصرية نفسها". وأضاف الدبلوماسي الفلسطيني أن "ما تفعله إسرائيل في الوقت الحالي هو محاولة تهجير الفلسطينيين تحت القصف المتواصل على قطاع غزة". ويعتبر الشوبكي أن "عملية التهجير الحالية تتم عبر مستويات داخلية، حيث ينزح الفلسطينيون من مكان إلى آخر داخل قطاع غزة"، متسائلا: "ماذا عن المرحلة القادمة عندما ينتقل القصف إلى جنوب ووسط غزة؟". ويورد سفير فلسطين بالمغرب أن "إسرائيل دول قائمة بفضل الدول الاستعمارية الغربية، خاصة بريطانيا، التي قامت بتهجير نصف المجتمع الفلسطيني إلى الخارج، والباقي تم تهجيره بين الضفة الغربية وقطاع غزة". "الفلسطينيون تعرضوا لمجازر كما يحصل اليوم، ترافقها عمليات للتهجير نحو الخارج، واليوم تل أبيب تريد إعادة إحياء المشروع نفسه، وهو ما تأكد من خلال التصريحات الموجهة إلى مصر بقبول قدوم ساكنة غزة نحو سيناء"، يتابع الشوبكي، قبل أن يستدرك بأن "فلسطين تواجه حربا وجودية، والمعركة حاليا هي صفرية ولا رابح فيها، لذا فتل أبيب تسعى إلى الربح من خلال تهجير ساكنة غزة". وشدد الدبلوماسي ذاته على أن "هاته الحرب جريمة شنعاء، تعرف استهدافا واضحا للمدنيين العزل، في وقت تم فتح معبر آمن لتهجير الفلسطينيين من الشمال نحو جنوبغزة، والخطة الحقيقية الموجود منذ القديم هي التهجير نحو سيناء".