شكل الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني وصمة عار في جبين الإنسانية، حيث يعد إحدى أهم الجماعات الضاغطة التي تساهم في النزاعات الإقليمية في دول الشرق الأوسط ودول المينا أي دول الخليج العربي، كل هذا يساهم في نقص الحكم الصالح ونقص المعرفة ونقص تمكين النوع في العالم العربي كما أكدت تقارير التنمية الإنسانية في العالم العربي لبرنامج الأممالمتحدة للإنماء الاقتصادي والاجتماعي. وقد شكلت السياسات العدوانية والمجازر البشعة للكيان الصهيوني في مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات غير القانونية وسلب الممتلكات بالإضافة إلى التمييز الصارخ للفلسطينيين، حيث أن الحكم العسكري الإسرائيلي خلف أضرارا بجميع جوانب الحياة اليومية في الأراضي الفلسطينية، كما اعتمد على مجموعة من القوانين العسكرية المترابطة وشرد أبناء مجتمعات فلسطينية بأكملها، حيث أنه منذ سنة 1948 لن ينسى العالم مجازر هذا الكيان الغاشم وهي: – مجزة دير ياسين عام 1948 – مجزرة اللد عام 1948 – مجزرة خان يونس عام 1958 – مجرة بحر البقر عام 1956 – مجزرة مصنع أبوزعبل عام 1970 – مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982 – مجزرة الأقصى عام 1990 – مجزرة قانا عام 1996 – مجزرة الحرم الإبراهيمي 2002 ومجازر غزة منذ بداية الألفية الثالثة إلى الحرب العدوانية الأخيرة التي مارس ومازال يمارس فيه هذا الكيان أبشع صور القتل والتشريد والتجويع والعجرفة. إن بشاعة الاحتلال الصهيوني ودعم دول الغرب التي تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان وفي المقابل تشرعن أمام أنظار العالم هاته المجازر المتكررة، كل هذا يجعلنا نقر بأن منطق القوة والهيمنة العسكرية في العلاقات الدولية مازال سائدا ويضرب عرض الحائط جميع مبادئ القانون الدولي الإنساني والتراكمات الإيجابية التي راكمتها الإنسانية من أجل ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان كما حددتها المواثيق والعهود الدولية، ويجعل العالم يقف منبهرا أمام المخططات الجهنية الرامية إلى تكريس أطروحات أيديولوجيا مشروع الشرق الأوسط الكبير التي تعود إلى المؤرخ البريطاني برناند لويس في مقال له، نشر في مجلة الشؤون الخارجية بعنوان (إعادة هيكلية الشرق الأدنى) عام 1992م، ولكن قبل ذلك وبعد عقد مؤتمر مدريد للسلام عام 1991م، طرح شمعون بيريز مفهوم الشرق الأوسط الجديد (الكبير)، وألف كتابا حمل العنوان نفسه يدعو فيه إلى اختراق العالم العربي، من خلال النشاط الاقتصادي بالتوازي مع الدعم الأمريكي السياسي والاقتصادي للمنطقة العربية. ويقول جورج كانن المخطط الاستراتيجي الأمريكي: "نحن –الأميركيين- نمتلك أكثر من 50% من ثروة العالم، على الرغم من أننا لا نشكل سوى 6% من سكانه، وفي هذه الحالة تتمثل مهمتنا الرئيسية في المستقبل أن نحافظ على مصالحنا وعلى هذا الوضع المختل لصالحنا، وكي نفعل ذلك علينا أن نضرب بالعواطف والمشاعر عرض الحائط، علينا أن نتوقف عن التفكير بحقوق الإنسان ورفع مستويات المعيشة وتحقيق الديمقراطية في العالم العربي. إن الحفاظ على أمن إسرائيل وشرعنة مجازرها البشعة يدخل ضمن المخططات الاستراتيجية لدول الغرب المنافقة، كل هذا يقتضي من الرأي العام العالمي تكريس وعي جماعي لمضاهاة الصهيونية ومخططاتها وجماعاتها الضاغطة.