نددت حركة استقلال منطقة القبائل بالجزائر (الماك) وحكومة القبائل المؤقتة في المنفى (أنافاد) بالجريمة الإرهابية التي أقدمت عليها جبهة البوليساريو الانفصالية، المتمثلة في استهداف مدينة السمارة، مشيدة في الوقت ذاته بمضامين الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء. في هذا الصدد، عبر فرحات مهني، زعيم الحركة التي تطالب بتأسيس دولة في منطقة القبائل الخاضعة للسيطرة الجزائرية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، عن شجبه وإدانته الشديدتين للهجوم الإرهابي الذي استهدف مدينة السمارة في الأقاليم الجنوبية للمملكة، وأسفر عن مقتل مدني مغربي، مسجلا أن "القبائل تدين كل أشكال الإرهاب وجرائمه". وتعليقا على مضامين الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء، الذي اقترح من خلاله العاهل المغربي إطلاق مبادرة دولية لتمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، مع تعبيره عن "استعداد الرباط لوضع بنياتها التحتية رهن إشارة الدول الشقيقة"، أشاد مهني بهذا المقترح الملكي بالقول: "إنها مبادرة طيبة من جلالة الملك محمد السادس للعمل من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدان غرب إفريقيا بصفة عامة وبلدان منطقة الساحل بصفة خاصة". وكان مهني أدان في كلمة متلفزة وجهها إلى الشعب القبائلي والرأي العام الدولي، شتنبر الماضي، إقدام خفر السواحل الجزائري على قتل شابين مغربيين بشاطئ السعيدية، واصفا الحادث ب"الجريمة الشنيعة والخرق السافر للقانون الدولي"، ومشيرا في الوقت ذاته إلى أن النظام الجزائري يحاول افتعال توترات مع المملكة المغربية، ومشددا على التضامن المطلق للقبائليين مع الرباط. كما أشاد رئيس حكومة القبائل المؤقتة في المنفى، في حديث سابق مع جريدة هسبريس الإلكترونية، بجهود الدبلوماسية المغربية في التعريف بقضية شعبه المضطهد من طرف النظام الجزائري، وتسليط الضوء عليها في المحافل والمنتديات الدولية، معبرا في الوقت ذاته عن أمله في افتتاح مكتب إعلامي للحركة في الصحراء المغربية، ولافتا إلى أن "تبني المغرب قضية القبائل من شأنه أن يمنحها إشعاعا أكبر". وتسعى حركة استقلال منطقة القبائل التي تأسست في بداية الألفية الثانية على خلفية الانتفاضة التي عرفتها المنطقة، أو ما يعرف ب"الربيع الأسود"، إلى الانفصال عن الدولة الجزائرية، فيما صنفتها الأخيرة كمنظمة إرهابية، وأصدر القضاء الجزائري مجموعة من الأحكام القضائية في حق عدد من رموزها في الداخل والخارج. كما اتهمت الجزائر "الماك" بافتعال الحرائق التي شهدتها عدد من المناطق في البلاد، وهو ما علق عليه مهني في حوار سابق مع هسبريس بالقول إنه "لا يوجد إرهابي إلا الجيش الجزائري الذي يستغل العدالة الرديئة ويسيء استخدام القانون الدولي من خلال إصدار مرسوم تعريف للإرهاب في تحد للمعايير التي وضعتها الأممالمتحدة".