يتواصل زخم الاحتجاج الشعبي في المغرب ضد الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ حوالي شهر، حيث شهدت عدد من المدن، مساء اليوم الجمعة، تنظيم وقفات احتجاجية رفعت خلالها شعارات منددة بالجرائم الإسرائيلية في حق الفلسطينيين، ومطالبة بإلغاء التطبيع. وأمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط صدحت حناجر مئات المحتجين بشعارات تؤكد وقوف المغاربة إلى جانب الشعب الفلسطيني. كما طالب المشاركون في الوقفة، التي حضرت فيها الأعلام الفلسطينية إلى جانب الأعلام المغربية، بوقف الحرب على غزة. "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع"، التي دعت إلى الوقفة الاحتجاجية، أكدت في كلمة على لسان أحد المنظمين "أننا جئنا إلى هنا في وقفة النصر ضد الجرائم الصهيونية والأمريكية لنقول للجميع إننا مع المقاومة التي تكفُلها كل الشرائع الدولية، ولنقول إن المقاومة ليست إرهابا، وأن الإرهاب هو ما يقوم به الكيان الصهيوني". وعلى وقع شعار "لا تراجع لا استسلام.. المقاومة إلى الأمام"، أردف عضو "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع" أن "الشعب المغربي لا يحتاج أن يقولها، ولكن نهمس في آذان الذين يحاولون تزييف الحقائق أن الإرهاب هو إرهاب أمريكا والكيان الصهيوني وجرائم الحرب والإبادة التي يقوم بها الكيان الصهيوني ضد البشر وضد المستشفيات وضد كل شيء". وعلى غرار كل الوقفات التضامنية مع الشعب الفلسطيني، ردد المشاركون في الوقفة المنظمة أمام البرلمان شعارات قوية منددة بما تقترفه إسرائيل مثل: "نتنياهو يا غدار.. غزة غزة لن تنهار"، و"لا تراجع لا استسلام"، و"جرائم صهيونية.. وشراكة أمريكية"، و"الشهيد خلّا وصية.. لا تنازل عن قضية". وندد المشاركون بمواقف الأنظمة العربية من الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وباستمرار التطبيع، رافعين شعارات من قبيل: "هذا المغرب وحنا ناسو.. والمطبع يجمع راسو"، و"الشعب يريد إسقاط التطبيع"، و"لا سلام لا تطبيع.. فلسطين ماشي للبيع"، و"يا صهيون اطلع برا.. المغرب أرضي حرة"، كما طالبوا بإغلاق المكتب الإسرائيلي بالرباط. وتحولت الوقفة الاحتجاجية المنظمة أمام البرلمان إلى فرصة للتعريف بالقضية الفلسطينية، حيث قدم المصطفى المعتصم، عضو "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع"، كرونولوجيا إنشاء إسرائيل، منذ انطلاق مسلسل إنباتها عام 1915، عقب توقيع اتفاق "سايس بيكو" بين الفرنسيين والإنجليز ل"تقسيم المنطقة العربية". وقال المعتصم إن "الاستعمار وعملاءه عملوا على إلغاء ذاكرة الشعوب المستعمرة، ومنها الشعب المغربي، والشعب الذي لا ذاكرة له لا تاريخ له، ومن لا تاريخ له لا مستقبل له"، مضيفا أن الشعب الفلسطيني "يتعرض لحرب إبادة بتسليح وتخطيط أمريكي وتنفيذ صهيوني"، وأن "فلسطين سرقت ولكن تقادم الوعد (وعد بلفور) لا يعطي الحق للسارق أن يملك ما سرق". واختتمت الوقفة بإحراق العلم الإسرائيلي على وقع شعار "حرِّقوه مزِّقوه.."، فيما أعلنت "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع" أنها ستستمر في تنظيم وقفات احتجاجية، مساء كل أربعاء وجمعة، "إلى أن يتوقف العدوان"، كما دعت إلى مسيرة شعبية ثالثة بمدينة طنجة صباح الأحد المقبل.