خرج عشرات الأجانب والفلسطينيين الحاملين جنسيات مزدوجة، اليوم الأربعاء، من قطاع غزة إلى مصر مع فتح السلطات المصرية معبر رفح "استثنائيا" لإجلاء عدد من الجرحى، في اليوم السادس والعشرين من الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في القطاع. وسمح بدخول هؤلاء الأجانب والفلسطينيين معبر رفح في جنوب قطاع غزة قرابة الساعة السابعة و45 دقيقة بتوقيت غرينتش، حسب ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس، بعدما أعلنت السلطات المصرية فتحه "استثنائيا" للسماح بنقل نحو تسعين جريحا فلسطينيا وخروج نحو 450 من الأجانب ومزدوجي الجنسية. ومعبر رفح الحدودي هو المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة غير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية. ميدانيا، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، أنه ضرب أكثر من 11 ألف هدف في غزة منذ بدء الحرب مع حماس؛ فيما يواصل العمليات البرية داخل القطاع مستهدفا، وفق إسرائيل، أنفاقا ومقارا للحركة وسط انقطاع كامل للإنترنيت والاتصالات فجرا. وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل"، فجر الأربعاء، عن "انقطاع كامل لكافة خدمات الاتصالات والإنترنيت مع قطاع غزة، بسبب تعرض المسارات الدولية والتي تم إعادة وصلها سابقا للفصل مرة أخرى". وأكدت منظمة "نت بلوكس" لمراقبة الشبكات أن "قطاع غزة يشهد انقطاعا جديدا للإنترنيت ينعكس بشكل كبير على شركة بالتل"؛ ما يؤدي إلى "انقطاع كامل للاتصالات بالنسبة لمعظم سكان" القطاع. في هذه الأثناء، تتواصل إزالة الأنقاض بعد مقتل عشرات الفلسطينيين وجرح المئات الثلاثاء في غارة جوية على مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة، في ضربة أكد الجيش الإسرائيلي أنه نفذها للقضاء على قيادي في "حماس" ضالع في الهجوم، رغم الدعوات إلى حماية المدنيين. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة، في بيان، عن سقوط "50 شهيدا على الأقل ونحو 150 جريحا والعشرات تحت الأنقاض في مجزرة إسرائيلية بشعة استهدفت مجموعة كبيرة من المنازل" في المخيم الواقع في شمال القطاع والذي يؤوي 116 ألف لاجئ. وقال أحد سكان المخيم، ويدعى راغب عقل: "كان زلزالا طمر المنازل تحت الأرض". من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن الغارة استهدفت إبراهيم بياري، قائد كتيبة جباليا في حركة حماس، مؤكدا أن "عملية القضاء عليه جاءت في إطار ضربة واسعة النطاق ضد الإرهابيين والبنية التحتية الإرهابية التابعة لكتيبة جباليا والتي سيطرت على مبان مدنية في مدينة غزة"، حسب تعبيره. مساع دبلوماسية ودعوات أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، مقتل تسعة جنود الثلاثاء وإصابة اثنين بجروح بالغة في المعارك الجارية مع حماس في قطاع غزة؛ ما يرفع إلى 326 عدد العسكريين الذين قتلوا منذ بدء الحرب. وواصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية شن غارات مكثفة في أنحاء القطاع. من جهتها، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها ستفرج عن رهائن أجانب "خلال الأيام المقبلة"، مؤكدة أن غزة ستصبح "مقبرة" للجيش الإسرائيلي. وتفرض إسرائيل حصارا مطبقا على قطاع غزة وتقطع عنه الماء والكهرباء والإمدادات الغذائية والوقود. ويخضع قطاع غزة، البالغ عدد سكانه 2,4 ملايين نسمة، أصلا لحصار بري وجوي وبحري من إسرائيل منذ سيطرة حركة حماس عليه عام 2007. ويعود أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، الجمعة، إلى إسرائيل في إطار جولة شرق أوسطية جديدة يلتقي خلالها "مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية" و"ستكون له محطات أخرى في المنطقة"، حسب ما أعلنت وزارته. وأثار ارتفاع حصيلة القتلى قلقا على المستوى الدولي. وفي هذا السياق، أعلنت بوليفيا، الثلاثاء، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل "رفضا وإدانة للهجوم العدواني وغير المتكافئ الذي يُشن في قطاع غزة". وسارعت حركة حماس إلى الترحيب بموقف لاباز؛ فيما اعتبرته إسرائيل "استسلاما للإرهاب". كما استدعت تشيلي وكولومبيا، الثلاثاء، سفيريهما لدى إسرائيل. من ناحيتها، حذرت الأممالمتحدة الثلاثاء من أن قطاع غزة أصبح "مقبرة" لآلاف الأطفال، مشيرة إلى أنها تتخوف من احتمال وفاة المزيد منهم بسبب الجفاف. وقال جيمس ألدر، المتحدث باسم يونيسيف: "لقد أصبحت غزة مقبرة لآلاف الأطفال. إنها جحيم حي لكل الآخرين"، معتبرا حصيلة القتلى من الأطفال "مروعة". وتركز دعوات وكالات الأممالمتحدة على ضرورة إدخال المساعدات إلى القطاع. وقال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا): "لنكن واضحين: العدد القليل لقوافل المساعدة التي سمح لها الدخول عبر رفح لا يقارن بحاجات أكثر من مليوني شخص عالقين في غزة". ودعا فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الثلاثاء، مجلس الأمن الدولي المنقسم إلى الاتحاد ودعم وقف لإطلاق النار من أجل إنهاء "دوامة الموت" في الشرق الأوسط. من ناحيتها، أعلنت قبرص أنها تكثف جهودها للحصول على دعم ملموس من أجل فتح ممر بحري لنقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وأثار الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، الأسبوع الماضي، المسألة مع قادة الاتحاد الأوروبي. وقال خريستودوليدس إنه سيبحثها، لاحقا، مع بنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي.