قال عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المغربية سابقا، إن بمقدور الأنظمة العربية اتخاذ إجراءات سلمية من شأنها أن تُنهي الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ ثلاثة أسابيع، مثمّنا الخطوة التي قامت بها تسع دول عربية إذ قدمت مشروع قرار إلى مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وتساءل بنكيران، في كلمة ألقاها في اجتماع عادي لحزب العدالة والتنمية، اليوم السبت: "اليوم المسؤولية على عاتق ولاة أمورنا، ولم أفهم لماذا لم يُلهم الحسن الثاني دول الطوق، على الأقل، بمسيرة سلمية على غرار المسيرة الخضراء. لو فُتحت الحدود العربية وذهب بضعة مئات أو بضعة آلاف 'واش غادي يقتلهم اليهود كاملين؟'"، وزاد: "'يقتلوهم أسيدي'، هل هم أعز من أهل غزة؟ ليسوا أعز منهم، كلنا سواء، والأرض أرضنا والمسجد (الأقصى) مسجدنا". وأردف المتحدث ذاته: "'ملي كنشوف داكشي (ما يجري في غزة) ربما الواجب ديالي'، كإنسان بلغ هذه السن، لا أقدر على حمل سلاح ولا أن أقاتل، أن أكون معهم (أهل غزة) 'بلي كْتب الله'، حتى إذا أصابتني شظية أو صاروخ وانتهى مساري في هذه الأرض 'نْكون معاهم'، والراجح إذا وقع هذا ستكون العاقبة خيرا عند الله"، وتابع: "'الناس الشعبيين ديالنا' كانوا حين يطلبون الله يختمون بطلب الشهادة، لأن أعز ما يتمناه الإنسان المسلم هو أن يكون شهيدا"، ذاهبا إلى أن القضية الفلسطينية "وصلت إلى الذل والمهانة، و'القدس مْشا'"، وفق تعبيره. بنكيران انتقد بشدة موقف الكاتب والروائي المغربي الشهير الطاهر بنجلون من الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، بعد التصريحات التي اعتبر فيها أن "ما قامت به حماس لا تفعله الحيوانات"، ذاهبا إلى اتهامه، هو وأحمد الشرعي، ب"الخيانة"، بقوله: "بنجلون والشرعي من خونة الأمة الإسلامية، والخائن الذي يبيع ربما بدون مقابل لا يُستأمن على أي شيء، لا على مصالح وطنه ولا على مصالح الأوطان الأخرى". وشكك زعيم "حزب المصباح" في المعطيات التي تقدمها إسرائيل بخصوص عدد ضحاياها من القتلى في الحرب التي تشنها على قطاع غزة، كذريعة لاجتياح غزة، قائلا: "لا شك أن الذين قتلوا من الإسرائيليين كثيرون، ولكن لا يرقى العدد إلى الأرقام التي ينشرونها". وحمّل السياسي ذاته الغرب مسؤولية تشجيع إسرائيل على الاستمرار في عدوانها على غزة، داعيا الأنظمة العربية إلى تجاوز الرفض الذي تكنّه لحركة حماس، "فنتانياهو لا يعجب الكثير من قادة الدول الغربية، لكن حين جاءت المعركة لم يفكروا في أي شيء آخر وتضامنوا معه"، على حد تعبيره. وأضاف بنكيران: "إذا كان لديكم موقف من حماس فالتحدي مرتبط بالأمة الإسلامية، والعربية بالخصوص، والمطلوب ليس القيام بشيء لا تقدرون عليه، كتحريك الجيوش، لكن هناك أوراقا يمكن استخدامها لتغيير المعادلة ووقف الحرب وتأمين حياة الأطفال والنساء والشيوخ".