في الصورة الملك محمد السادس في فاسحيث أجريتاحتفالات الذكرى التاسعة لعيد العرش بين الحقيقة والإشاعة بدأ الحديث يكبر عن إمكانية تغيير مملكة محمد السادس لعاصمتها الإدارية من الرباط إلى فاس ، حيث قال مقربون من أصحاب القرار إن الفكرة بدأت تنضج لدى الملك لأكثر من سبب. "" وذكرت أسبوعية "الأيام" في عددها الأخير أن إمكانية تغيير عاصمة المغرب من الرباط إلى فاس تسير وفق التصور الذي حمله الملك محمد السادس منذ مجيئه إلى الحكم ، خصوصا حينما قال إنه يختلف عن والده الراحل الحسن الثاني من خلال صيغته : "أنا أنا وهو هو". وربط الكثيرون بين مجموعة من المؤشرات وإمكانية تحويل عاصمة المملكة إلى فاس بدلا من الرباط ، لكون الملك محمد السادس قضى مدة أطول من المعتاد خلال هذه السنة بمدينة فاس ، كما انه اتخذ قرار إحداث مدرسة مولوية جديدة لولي العهد الأمير مولاي الحسن ، حيث تقرر أن ينتقل لمتابعة دراسته بهذه المدينة . وإذا سارت الأمور بالشكل المخطط لها فإن تفعيل قرار تغيير عاصمة المغرب من الرباط إلى فاس سيكون من المخططات القريب إنجازها ، على الرغم من الإكراهات التي ستقف أمام هذه الخطوة ، خصوصا فيما يتعلق بتغيير مقرات السفارات الأجنبية وما يحتاجه الأمر من إمكانيات . وكان قرار الاحتفال بمرور 12 قرنا على تأسيس مدينة فاس بمثابة الإشارة التي انطلقت منها فكرة العاصمة الجديدة لمملكة محمد السادس حيث اكتسى الاحتفال بأهمية كبيرة، باعتباره حدثا حافلا بالقيم الإنسانية والتاريخية. كما أن بناء مدينة فاس تزامن مع تأسيس الملكية بالمغرب على يد إدريس الثاني وبداية تاريخ الحضارة العربية الإسلامية في المغرب، مما فرض على القائمين على هذا الاحتفال تخليد الحدث بما يليق به وبدلالاته. في القصر الملكي بفاس وتعتبر فاس أول عاصمة في المغرب وثالث أقدم العواصم في شمال أفريقيا بعد الاسكندرية بمصر والقيروان بتونس، وشيدت مدينة فاس في القرن التاسع الميلادي وتعاقبت عدة عائلات ملكية على حكمها، إلا أن عصرها الذهبي كان في القرن 14 تحت حكم السلطة المرينية، ثم خلال القرن ال17 إبان ظهور الدولة العلوية. وصنفت "اليونسكو" مدينة فاس سنة 1981 تراثاً عالمياً، اعترافاً منها بمكانة هذه المدينة التي تضم أكبر مآثر الحضارة الإسلامية في المغرب من مدارس ومساجد وأبراج وأسوار وقصور. ورغم انحصار دورها السياسي بعد أن اختارت فرنسا مدينة الرباط عاصمة للمغربفي 1912،حافظت فاس على دوريها الديني والثقافي وظلت وفية للقب الذي أطلقه عليها المغاربة "العاصمة العلمية للمملكة".