طالب أحمد خاتمي، إمام وخطيب صلاة الجمعة المؤقت في مسجد طهران، الدولة الإيرانية بالرد على ما أسماها "ترهات" الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري. وفي معرض تأكيده على ضرورة التمسك بمبدأ "المعاملة بالمثل" في السياسة الدولية، قال رجل الدين المعروف بمواقفه المتشددة : (حينما يسمح الرئيس الأمريكي لنفسه بأن يتفوه بكل ما يتبادر على طرف لسانه من ترهات ضد الشعب الإيراني، فإن كبرياء هذا الشعب يتعرض للخدش) و(يجب الرد على ذلك على نفس المستوى). وأضاف أحمد خاتمي : (إن ثقافة المقاومة في الساحة السياسية ليس لها تعارض مع ثقافة الحوار والمفاوضات). وهو الذي كان قد صرح قبل هذا الوقت، بأن إيران ينبغي أن تتمسك بالمفاوضات بيد، وترفع في نفس الوقت، باليد الأخرى شعار "الموت لأمريكا". وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أكد، يوم الأربعاء المنصرم في كلمته السنوية أمام الكونغرس، مرة أخرى، على أنه سيستخدم حق الفيتو ضد أية مشاريع عقوبات جديدة يفرضها الكونغرس على إيران خلال الستة الأشهر المقبلة التي يتم فيها إعطاء الفرصة للحل الدبلوماسي المتوافق بشأنه مع إيران في محادثات جنيف. كما لوّح أوباما، في ذات الكلمة، بالحل العسكري، حينما قال : (إن لم يستفد قادة إيران من الفرصة القائمة، فإن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة لكي يمنع إيران من الحصول على السلاح النووي). فبحسب ما ذهب إليه أوباما، فإن عدم الثقة لا يمكن أن تنمحي بين البلدين، لكن هذه المفاوضات مبنية على اختبار المصداقية، وليس على الثقة. كم أضاف أن هذه الفرصة الأخيرة للمفاوضات مع إيران قد أتيحت عن طريق الجهود الدبلوماسية وكذلك، بفعل تشديد خناق العقوبات على طهران. وخلال الأيام الأخيرة شهدت الساحة الإيرانية تعالي أصوات مسؤولين وشخصيات سياسية تنتقد تصريحات أوباما وجون كيري. فبحسب رأي هؤلاء فإن أمريكا لا ينبغي عليها أن تلوح بالحل العسكري ضد إيران بعد التوافق الذي حصل في جنيف. أما وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف فقد وصف كلمة أوباما الأخيرة حول إيران بأنها "للاستهلاك الداخلي"، فيما ذهبت الناطقة باسم الخارجية الإيرنية إلى أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين تنم عن الغرور والغطرسة الأمريكية. وقال السيد خاتمي في خطبة الجمعة بطهران : (إن البعض يتسرّع بالقول بأن شعار "الموت لأمريكا" لم يفد الإيرانيين في شيء. وأنا أقول لهؤلاء بأن شعبنا، بفضل شعار "الموت لأمريكا" حقق العزة والكرامة والعظمة والشموخ). إلغاء العقوبات قد يستغرق عشرين عاماً : يُذكر أن إيران ومجموعة 5+1 كانت، في خريف السنة التي ودعناها، قد اتفقتا على حل لتبديد الخلافات بينهما يوضع على المحك خلال ستة الأشهر القادمة. لكن على إثر تشميع بعض التجهيزات النووية الإيرانية، بحسب ما قضى به اتفاق جنيف، فقد اشتدت انتقادات بعض الشخصيات المحسوبة على التيار المحافظ، وبعض وسائل الإعلام التابعة له، للسياسة الخارجية والنووية التي ينتهجها الرئيس حسن روحاني. من جملة ذلك ما صرّح به النائب المتشدد عن الجناح المحافظ، محمود نبويان، في حديثه إلى وكالة الأنباء "تسنيم"، ونقلاً عن أحد أبرز أعضاء فريق المفاوضين الإيرانيين، وهو عباس عراقجي، من أن إلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي، ستستغرق عشرين سنة، إذا ما بقيت المفاوضات على وضعها الحالي. فقد نقل على لسان هذا الأخير أن الطرف الغربي في المفاوضات صرح بأن إلغاء العقوبات سيتم على مدار عشرين سنة، في الوقت الذي اقترحت فيه إيران تقليص المدة إلى خمس سنوات، ليتمسك في الأخير الطرف الغربي بإنهاء مسلسل العقوبات في أفق عشر سنوات. وقد صرح هذا النائب البرلماني، الذي كان قد انتقد توافق جنيف، ورأى أنه غير متوازن، أنه مُنع من قراءة نص الاتفاق على أمواج الإذاعة والتلفزيون الإيراني. وأن هناك بعض المحافظين ممّن يذهب إلى أن مرشد الجمهورية نفسه غير راض عن هذا الاتفاق.