بدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الادعاءات والبيانات التي تصدرها الجبهة الانفصالية "البوليساريو" حول وجود حرب طاحنة في الصحراء المغربية. ولا تتوانى الجبهة الانفصالية، ومعها إعلام النظام الجزائري، في الحديث كل مرة عن بيانات عسكرية، تتعلق بحرب وقتال في الصحراء بين القوات المسلحة و"جيش البوليساريو". وأكد غوتيريش في تقريره الجديد إلى مجلس الأمن حول الصحراء المغربية، أن الوضع في الصحراء المغربية يتسم ب"توترات وأعمال عدائية منخفضة الحدة". تحميل الجزائر المسؤولية المختص في ملف الصحراء عبد الفتاح الفاتيحي اعتبر في هذا الصدد أن ما أورده تقرير الأمين العام "ليس دحضا لمزاعم الجبهة فقط، ولكنه تحميل للمسؤولية للجزائر، التي كثيرا ما حاولت التصعيد وزيادة التوتر في المنطقة لأسباب تبين اليوم أنها واهية". وشدد الفاتيحي، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن نفي ما جعلته الجبهة والجزائر أملهما الوحيد لإعادة البريق إلى مواقفهما التفاوضية في القرار المرتقب صدوره عن مجلس الأمن الدولي حول الصحراء المغربية نهاية أكتوبر الجاري، "أصبح في حكم دليل إدانة للمتسببين في تهديد الأمن والاستقرار في المنطقة". ولفت المتحدث نفسه إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بأخذه تعهدات بعدم نشوب حرب، "فإنه بذلك نبه الطرف المسؤول عن زيادة التصعيد العسكري في المنطقة من مغبة استمراره اللعب بالنار والعبث بأمن واستقرار المنطقة". وأوضح الفاتيحي أن هذا الأمر يؤشر على كون تقرير الأمين العام سيتضمن توصية "تنبه إلى خطورة الإضرار بأمن المنطقة، طالما أن المجتمع الدولي يجمع على ضرورة حل النزاع المفتعل حول الصحراء عبر منصة الأممالمتحدة وفق مقاربة سياسية واقعية متوافق بشأنها". تغطية عن واقع تندوف من جهته، سجل أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض في مراكش عبد الواحد أولاد مولود أن التقرير الأممي "كان واضحا وقطع الشك باليقين بأن مسألة الحرب والادعاءات التي تروج لها جبهة البوليساريو من جهة، والجزائر من جهة ثانية، هي ادعاءات واهية". وأشار أولاد مولود، ضمن تصريح لهسبريس، إلى أن ادعاءات زعماء الجبهة بوجود حرب، تدحضها القوات المسلحة الملكية وبعثة المينورسو. ولفت الباحث في العلاقات الدولية والشؤون الإفريقية إلى أن التقرير فند هذه الأطروحات غير الواقعية التي تكررها "البوليساريو" في كل مناسبة، موردا في هذا الصدد أن الجبهة الانفصالية تحدثت كثيرا عن احتلالها الحدود والأراضي العازلة، غير أنه تبين أنها ادعاءات كاذبة. واعتبر المتحدث أن طبيعة العمل الذي تقوم به الجبهة الانفصالية من ادعاءات وغيرها، "هو رد فعل حول الأوضاع التي تعيشها داخليا، حيث تحاول رسم نوع من البطولات لتضلل الرأي العام الداخلي في تندوف". وقال أستاذ التعليم العالي: "آن الأوان لأن يشير مجلس الأمن في قراراته إلى طبيعة هذه الأمور، وأن يشير إلى مسؤولية القانون الدولي الإنساني، لأن ما تعيشه تندوف بمثابة حرب ضد الإنسانية، فالقمع والتهميش هو موت بطيء لساكنة هذه المخيمات". ولفت أولاد ملود إلى أن الجبهة الانفصالية "تلعب على هرطقات إعلامية لتبين للرأي العام الداخلي كونها تدافع عن الملف".