افترشت جثامين القتلى الفلسطينيين بالعشرات ساحة أكبر مجمع طبي في غزة مع تصعيد إسرائيل غاراتها لليوم الساس. وقال مسؤولون طبيون فلسطينيون للصحافيين في غزة، اليوم الخميس، إن ثلاجات القتلى في مجمع الشفاء الطبي باتت ممتلئة وغير قادرة على استيعاب المزيد. ويتوالى انطلاق مسيرات تتشيع جثامين القتلى بعد وقت قصير من إعلان وفاتهم إلى أقرب مقبرة من مكان المستشفيات، ويتعذر في كثير من الأحيان إتاحة الفرصة لأقاربهم من أجل توديعهم. وفي أحدث حصيلة لها، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن مقتل 1354 شخصا وإصابة 6049 آخرين بجراح مختلفة منذ بدء هجمات إسرائيل على قطاع غزة يوم السبت الماضي. فيما أعلنت وزارة الصحة في رام الله عن مقتل 31 فلسطينيا ونحو 180 جريحًا في الضفة الغربية في الفترة نفسها. في المقابل، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية عن ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين إلى 1300 جراء عملية حماس "طوفان الأقصى". وواصلت إسرائيل شن هجماتها المكثفة على مناطق مختلفة من قطاع غزة مستهدفة أحياء سكنية ومواقع لحركة حماس ومرافق مدنية وحكومية، فضلا عن منشآت بنى تحتية. وحذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من دخول القطاع "منحنى خطير على صعيد الواقع الإنساني، الذي يشهد تدهورا غير محدود في كل تفاصيله الخدماتية والمعيشية بعد التوقف التام لإمدادات الكهرباء والمياه". وقال المكتب الإعلامي، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) نسخة منه، إن ذلك يتزامن مع تصاعد جريمة إسرائيل في يومها السادس، بمحو أحياء سكنية وتهجير مئات الآلاف من السكان قسرا وإبادة عائلات بأكملها جراء قصف بيوتها فوق رؤوسها. وأضاف: "خلفت هذه المجازر الجماعية أعدادا كبيرة من الشهداء باتت ثلاجات الموتى غير قادرة على استيعابهم". ولفت إلى تدفق أعداد متزايدة من الجرحى تغص بهم ممرات المستشفيات بعد امتلاء الأسرِّة وإشغال جميع غرف العمليات والعناية، ما يهدد المنظومة الصحية بالانهيار وعدم القدرة على مواصلة خدماتها في أي لحظة، لا سيما مع توقف الكهرباء. وتابع قائلا: "هذا الواقع يجعل من غزة منطقة منكوبة تتعرض لعقاب ومجازر إبادة جماعية، وللأسف يتم ذلك على مرأى ومسمع العالم، دون تحرك حقيقي لوقف هذه المجازر، والاكتفاء بالحديث عن محاولات إيجاد ممرات لإدخال المساعدات الإنسانية". وحذر البيان من أن تأخر الاستجابة لنداء الاستغاثة "ستكون نتائجه جعل قطاع غزة مقبرة جماعية، يموت فيه الناس إما بسبب القصف والدمار أو الجوع وعدم توفر المياه الصالحة للشرب أو انتشار الأوبئة والأمراض المعدية انطلاقا من تجمعات النازحين". وفي السياق ذاته، حذرت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، من انهيار الوضع الصحي في قطاع غزة، نتيجة النقص الحاد في المستلزمات الطبية واللوازم الخاصة بغرف العمليات والأدوية وأكياس الدم. وقالت الكيلة، في بيان صحافي، إن العدد الكبير للجرحى يفوق حاليا القدرة الاستيعابية للمستشفيات في القطاع. وجددت الدعوة بشكل عاجل لكل المنظمات الصحية الدولية والأممية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وكل دول العالم، للتدخل الفوري والعاجل لإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، خصوصا إلى غرف العمليات وأقسام الطوارئ ووحدات العناية المكثفة. كما دعت المنظمات الصحية الدولية إلى المساعدة في فتح مستشفيات ميدانية في قطاع غزة، للعمل على إنقاذ حياة المصابين، وخصوصا النساء والأطفال والشيوخ. وأفادت الأممالمتحدة بنزوح أكثر من 338 ألف شخص من سكان قطاع غزة بفعل هجمات إسرائيل المتواصلة لليوم الخامس على التوالي. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق شؤون المساعدات الإنسانية "اوتشا"، في بيان، إن النزوح الجماعي يستمر في جميع أنحاء قطاع غزة، وارتفع بنسبة 30% خلال ال 24 ساعة الماضية، ليصل الآن إلى 338 ألفا و934 شخصا. وذكر البيان أن أكثر من ثلثي النازحين يعيشون في 92 مدرسة تابعة لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيما لجأ 14 ألفا و837 نازحًا إلى 18 مدرسة حكومية. وحسب البيان، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 105 آلاف و500 نازح، دمرت منازلهم أو تضررت أو غادروها بسبب الخوف، يقيمون مع أقاربهم وجيرانهم، وفي كنيسة في مدينة غزة وغيرها من المرافق، ولا يزال حوالي 3000 فلسطيني في غزة نازحين بسبب هجمات إسرائيلية قبل جوالات القتال الحالية.