وصلت نحو 250 غراما من الصخور والغبار، تم جمعها قبل ثلاث سنوات من كويكب بعيد، بنجاح إلى الأرض فيما تقول وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" إنه "سيفتح كبسولة زمنية لبدايات نظامنا الشمسي". وعلى صوت تصفيق فريق علماء وكالة الفضاء، أظهرت صور حية من "ناسا" الكبسولة وهي تهبط بالمظلة في ولاية يوتا الأمريكية، الأحد، وتختتم رحلة لمسافة 6 مليارات كيلومتر للحصول على عينة من كويكب إلى الأرض. وقال بيل نيلسون، مدير وكالة "ناسا"، إن "المستحيل أصبح ممكنا"، مهنئا المتعاونين على جلب أكبر عينة من الكويكبات على الإطلاق إلى الأرض. وأضاف "سوف يساعد هذا العلماء على التحقيق في تكوين الكوكب، وسيحسن فهمنا للكويكبات التي من الممكن أن تؤثر على الأرض، وسوف يعمق فهمنا لأصل نظامنا الشمسي وتكوينه." وهبطت الكبسولة بنجاح على الأرض بعد أن أسقطها المسبار "أوزايريس- آر إي إكس" التابع لوكالة الفضاء. وبعد الهبوط، تم تحديد العينة ليتم نقلها إلى مختبرات "ناسا" في تكساس لفحصها. وباستخدام 60 نهجا علميا مختلفا، يأمل فريق من حوالي 200 عالم في تحليل الصخور والغبار من الكويكب للحصول على أدلة حول كيفية بدء الحياة على الأرض. وانتظر علماء "ناسا" وقتا طويلا لعودة المسبار، الذي تم إطلاقه من ميناء كيب كانافيرال الفضائي التابع ل"ناسا" في شتنبر 2016 ووصل إلى الكويكب "بينو" بعد حوالي عامين. وبعد إسقاط العينة واصل المسبار على الفور رحلته إلى كويكب آخر يطلق عليه اسم "أبوفيس". وفي عام 2005 تمكن المسبار الفضائي الياباني "هايابوسا" من الهبوط على أحد الكويكبات. وفي 2010 أعاد إلى الأرض أولى عينة من التربة على الإطلاق يتم جمعها من مثل هذا الكويكب. وعلى الرغم من أن هناك مجسات أخرى وصلت إلى الكويكبات، فإن "هايابوسا" هو المسبار الوحيد الذي تمكن من إعادة العينات إلى كوكب الأرض حتى الآن. جدير بالذكر أن قطر الكويكب "بينو" ذي اللون الأسود، والذي تمت تسميته باسم إله مصري قديم، يبلغ نحو 550 مترا. ومن المتوقع أن يمر هذا الكويكب بالقرب من الأرض خلال نحو 150 عاما.