استعاد السوق الأسبوعي بجماعة سكورة أهل الوسط، الواقع على بعد حوالي أربعين كيلومترا من مدينة ورزازات، نشاطه التجاري وحركيته المعتادة بعد الزلزال الذي ضرب مناطق عديدة بالمغرب يوم 8 شتنبر الجاري. وفتح السوق أبوابه في وجه المرتادين القادمين من قرى ودواوير جماعات سكورة أهل الوسط، وتوندوت وإمي نولاون والمناطق المجاورة. شاحنات محملة بمختلف أنواع الخضر والفواكه والأسماك بدت متراصة تنتظر دورها لتفريغ شحناتها داخل هذا السوق الأسبوعي، الذي يعرف إقبالا متزايدا كل أسبوع. حوالي 600 بائع منشغلون بعرض بضائعهم في مختلف "الرحبات" المخصصة لهم وأفراد القوات المساعدة "العين الساهرة" لا يبرحون المكان، حرصا على سلاسة عملية التسوق وتفادي الازدحام. فواكه وخضروات وحبوب ومنتجات غذائية من مختلف الأصناف معروضة للبيع، ومحلات بيع الملابس رتبت رفوفها بعناية من أجل جذب انتباه المرتادين. كل شيء موجود لتلبية نهم وحاجيات "المتسوقين" الذين لا يفوتون زيارة هذا السوق كل أسبوع. الإقبال المتزايد على هذا الفضاء التجاري يوحي بأن سكان الجماعات المتضررة من الزلزال الذي ضرب المنطقة بدؤوا يستعيدون نشاطهم المعتاد واستئناف حياتهم اليومية بشكل طبيعي. مصطفى، أحد باعة التوابل والفواكه الجافة قام برص بضاعته بشكل أنيق للفت انتباه المرتادين، قال: "لقد طوينا صفحة الزلزال". وأضاف، في تصريح صحافي، أن "أهالي المنطقة لا يفتقرون إلى أي شيء، كل البضائع متاحة للبيع هنا.. الزلزال لم يؤثر حتما على تموين السوق بكل المنتوجات الاستهلاكية". وأشار هذا البائع، الذي حرص على الإعراب عن "الامتنان لجلالة الملك على عنايته بالسكان المتضررين من الزلزال، إلى أن الحياة عادت إلى طبيعتها المعتادة بفضل جهود السلطات الإقليمية تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية". أما زبيدة، التي اعتادت على ارتياد هذا السوق الأسبوعي لاقتناء ما تحتاجه من لوازم البيت، فأشادت من جانبها بالتجار وتعبئتهم كبادرة تضامن مع زوار هذا الفضاء التجاري، مؤكدة أنها استوفت شراء جميع احتياجاتها الغذائية دون صعوبة. وعلى الجانب الآخر من السوق وتحديدا في "رحبة" بيع الماشية، أكد المربي إبراهيم، في تصريح مماثل، أن تسويق قطيع المواشي في المنطقة "لم يتأثر بأي شكل من الأشكال بتداعيات الزلزال" ، مبرزا أن مستوى العرض "ثابت ولم يتغير". جدير بالذكر إلى أن سوق مركز سكورة، الذي ينعقد كل اثنين، يعد أكبر سوق بإقليم ورزازات؛ نظرا لمساحته وعدد الزوار المنتظمين الذين يقصدونه، قادمين من جماعات توندوت وإيمي نولاون وإدلسان وآيت يحيى.