تسببت الحرارة المفرطة في نفوق نسبة من الدواجن بعدد من الضيعات الفلاحية خلال الأسبوعين الماضيين، على اعتبار أن المغرب سجلّ درجات حرارة قياسية أثرت بالسلب على الإنتاج الفلاحي. وأوضح مصدر مهني أن موجة الحرارة غير المسبوقة أدت إلى نفوق الكثير من الدواجن، وهو ما أسهم في ارتفاع الأسعار من جديد بعد الاستقرار الذي شهدته أثمان الدجاج بعد عيد الأضحى. واستعملت الضيعات الفلاحية أنظمة تبريد جديدة منذ العام الفارط، بهدف مواجهة الحرارة المفرطة، الأمر الذي قلّل من نسبة النفوق التي كانت مرتفعة في السنوات الماضية نتيجة ظروف التبريد. ودعّمت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات المهنيين من أجل شراء آلات التبريد المتعلقة بالدواجن، الأمر الذي جعل المنتجين يتفادون خسائر مالية مهمة منذ حلول "مواسم الجفاف". وتسببت الحرارة المفرطة في خسائر فادحة للمهنيين بفعل تراجع إنتاج الدواجن، بالنظر إلى أن عملية الإنتاج تتطلب توفير ظروف خاصة في الضيعات الفلاحية، الأمر الذي لم يتحقق مع درجات الحرارة القياسية. وارتفعت أسعار الدجاج بمختلف الأسواق الوطنية، وهو ما تسبب في استياء المستهلكين المغاربة الذين دعوا إلى مراعاة القدرة الشرائية الضعيفة للفئات الهشة، إذ تراوح سعر الكيلوغرام الواحد بين 21 و25 درهماً. مصطفى المنتصر، رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي لحوم الدواجن، قال إن "الإنتاجية انخفضت منذ أسبوع تقريبا نتيجة الحرارة المسجلة بجميع الحواضر والبوادي"، مؤكداً أنها "تقلصت ب25 بالمائة". وأضاف المنتصر، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "انخفاض الإنتاجية أدى مباشرة إلى ارتفاع الأسعار من جديد في الأسواق، وهو ما يفسّر تصاعد أثمان الدجاج في الأسبوع الأخير". وأردف المتحدث ذاته بأن "الحرارة عامل أساسي في ارتفاع الأسعار، لكن توجد عوامل أخرى تفسر ذلك خلال شهر غشت، خاصة المناسبات الاجتماعية التي يشهدها المغرب، بما يشمل الأعراس والحفلات". وتابع المهني عينه بأن "الأسعار ظلت منخفضة طيلة شهرين تقريباً بسبب تراجع الإقبال على شراء الدجاج في الأسواق، ما مرده إلى اللحوم الحمراء التي تم تخزينها من طرف الأسر بعد انقضاء عيد الأضحى"، ليخلص إلى أن "الحرارة لها تأثير مباشر على الأسعار بفعل نفوق الدواجن، لكن أنظمة التبريد الحالية قلّلت من المشكل لدى المنتجين".