تعرضت محمية "سيدي بوغابة" بضواحي مدينة القنيطرة لحريق مهول، طيلة مساء الثلاثاء، بسبب درجات الحرارة المفرطة التي شهدتها المنطقة، أدى إلى التهام عشرات الهكتارات. وتدخلت طائرات "كنادير" التي تمكنت من إطفاء النيران في وقت قياسي، حسب مصادر محلية بالمنطقة، الأمر الذي جنّب المحمية الطبيعية خسائر كارثية بفعل الانتشار السريع للنيران. وكشفت مصادر مدنية بالمحمية أن الوقاية المدنية والسلطات المحلية استعدتا مسبقا للحريق، بعد توصلهما بنشرة إنذارية مرتفعة الخطورة من طرف الوكالة الوطنية للمياه والغابات. وأبرزت المصادر ذاتها أن طائرات "كنادير" كانت أيضا على استعداد للتدخل من أجل إطفاء النيران بالمنطقة كلها، بالنظر إلى برنامج التدخل متكامل الأركان الذي وضعته الدولة للحماية من الحرائق في فصل الصيف. في هذا السياق، قال مصطفى بنرامل، خبير بيئي بالقنيطرة، إن "محمية سيدي بوغابة بالمهدية تعرضت لحريق مهول في الجزء الشمالي للبحيرة حيث تجف المياه عادة وكذا النباتات، مما يشكل خطرا دائما لاشتعال النيران بها كل موسم صيف". وأضاف بنرامل، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "سبب هذا الحريق يرجع إلى البشر؛ فقد اندلع نتيجة تهور أحد الزوار برمي إما بقايا السجائر أو النفايات البلاستيكية أو الزجاجية التي أدت إلى نشوب الحريق بشكل تلقائي بفعل الحرارة المفرطة". وأوضح الخبير البيئي أن "عناصر الوقاية المدنية وتقنيي الوكالة الوطنية للمياه والغابات أخمدوا النيران بعد تدخل طائرات الكنادير على المستوى الجوي، ويعود ذلك إلى السرعة في الإخبار والتنفيذ من طرف الحراس المكلفين بمراقبة الحرائق بالمحمية". وتابع شارحاً بأن "بعض المتطوعين من شباب المنطقة وكذا زوار المحمية ساعدوا عناصر الوقاية المدنية في إخماد الحريق الذي عرف حضور كبار المسؤولين من السلطة المحلية والدرك الملكي والأمن الوطني والجماعة الترابية". واندلعت مجموعة من الحرائق الغابوية والواحية بمناطق مختلفة بالمملكة في الأيام الفائتة، جراء الارتفاع المفرط في درجات الحرارة بفعل التغير المناخي العالمي، الأمر الذي دفع السلطات إلى وضع برنامج عملياتي لإطفاء الحرائق. ونبهت الوكالة الوطنية للمياه والغابات إلى خطورة "مرتفعة" إلى "قصوى" لاندلاع حرائق الغابات بعدد من أقاليم المملكة، طيلة يومي الثلاثاء والأربعاء، وذلك على غرار المنطقة المتوسطية التي تعاني أيضا من الحرائق.