لإيمانها الكبير بحق المرأة في استكمال دراستها الجامعية وحق اختيار مصيرها والتعبير عن طموحها، لم تفكر مخرجة فيلم “في منزل والدي” المغربية فاطمة جبلي وزاني في الزواج حيث درست العلوم النفسية وانتقلت للسينما إضافة إلى اشتغالها بالراديو الهولندي، تتذكر وصية والدتها لها أن تكون امرأة مستقلة في حياتها وان لاتكون تابعة لأي رجل كان. "" تؤمن بارتباط الديمقراطية بالحرية، ويحز في نفسها أن تعاني النساء المغربيات من قيود العادات التقليدية كما تطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة في القانون فلا يعقل أن تلد النساء الرجال ولما يكبروا يحكموهن، فالعقل والذكاء والإنسانية والكفاءة ليست خصوصيات بالرجل فقط على حد قولها. لماذا تناولت موضوع العذرية في فيلمك “في منزل والدي”؟ هناك عدة عوامل من بينها استقراري بهولندا منذ ان كان عمري عشر سنوات وأنا احمل معي قيود المجتمع المغربي التقليدي تجاه عذرية الفتاة،فلن انسى اثر صفعة أمي عندما سألتها مامعنى ان تكون الفتاة عذراء ،اضافة الى ما كانت تكتبه الصحافة الهولندية بصورة سلبية عن الزواج المبكر والعنف الزوجي الذي تعانيه المراة المغربية ، هذا مادفعني الى التفكير في اخراج قصتي وقصة امي وجدتي بعدما كنت سابقا انوي كتابتها كرواية لكن في نهاية الامر قررت المغامرة والتحدي في اخراجها كفيلم وثائقي يثير لانتباه. هل تأثرت بشخصية نوال السعداوي؟ لابد من القول ان السنيما والادب هدفها السلم الداخلي،فأكيد ان ماحدث لنوال السعداوي اثر في شخصيتي لاني كنت اعيش في السر لكن بعد قراءاتي لاصدارتها شعرت اني لست الوحيدة،فشخصيتي لايمكن ان تتعلق بلحمة صغيرة يمكن لكثير من النساء ان يولدن بدونها حسب مابينته بعض الدراسات العلمية. ماهي العراقيل التي واجهتك اثناء اخراج الفيلم؟ لمدة سنة ونصف من كتابة الفيلم وانا ابحث عن الشخصيات فقد كانت فكرتي هو ان اقدم فيلم يحكي قصة خمس نساء مغربيات لكن عندما طلبت منهن القيام بدور في فيلم يعالج العذرية فزعنا واعتذرن، اضافة الى اني وجدت مشكلة في تصوير زفاف فتاة مغربية ، الا ان اتصل بي العرسان نعيمة وهشام بعدما قمت بنشر اعلان في وسائل الاعلام المكتوب والمسموع لكنهم اشترطوا علي ان اجد لهما بيتا بهولندا لكني رفضت وقلت لهما الذي في استطاعتي هو ان اهديكم شهر العسل فقط فاتفقنا،اصرت نعيمة على الزواج التقليدي بالمغرب لانها تريد ان تهدي بكرتها للعائلة لكن هشام رفض هذه الطريقة ،اما جدتي وجدي فكانوا جد موافقين على الفيلم وفرحوا اذ خاطب جدي جدتي انها اصبحت ممثلة مشهورة في التلفزيون الهولندي بعدما تم عرضه . هل هناك سبب لعدم ظهور والدك في الفيلم ؟ كانت رغبتي في صناعة فيلم هي التعبير عن صراعي مع والدي بعد 16 سنة فاول مشهد كتبته هو نهاية الفيلم “فاطمة تتصل بوالدها”لا اظن ان مهمة المخرج هو اظهار كل تفاصيل القصة المهم فيها هو ان ابي وافق على زيارتي له عبر اتصال هاتفي حقيقي وهذا الرد كان مهما فلو كان رد سلبي لكانت مصيبة بالنسبة لي ،فلايمكن ان اصور لقائي الاول مع ابي بعد غياب دام ستة عشر سنة وقد توفي بسرطان الكبد قبل ان يعرض الفيلم. ما المغزى من ظهور الفتاة العارية في احد مشاهد الفيلم ؟ لم اجد فتاة مغربية تمثل هذا الدور لان هذا صعب ان اصوره، لكن وجدت فتاة تركية عن طريق الكاستينغ بامستردام ،اردت من خلال هذه اللقطة ان اعبر عن مرحلة البلوغ التي تغيرت فيها علاقتي مع والدي . ماهي مشاريعك المستقبلية؟ اناجد سعيدة بالعرض العربي الاول لفيلمي بدمشق كما ارجو ان يوزع في الدول العربية وان تستقبله القاعات السنيمائية المغربية بعدما حصل على عدة جوائز باوربا وبمهرجان الدارالبيضاء،كما سأبدأ بتصوير فيلم وثائقي صيف 2009 حول موضوع”المراة التركية والهجرة” .