ما زال شباب مدينة سوق السبت أولاد النمة، التي تبعد عن مدينة بني ملال، عاصمة جهة بني ملالخنيفرة، ب 38 كيلومترا يُعاني بشكل كبير من غيابَ البنيات الرياضية والترفيهية، الأمر الَّذِي يُؤثّر كثيرًا في مسار حياته، ويطرح السؤال حول الجهات المسؤولة عن هذا الوضع. وعلى الرغم من أن عدد سكان جماعة سوق السبت أولاد النمة يتجاوز ال 60 ألف نسمة، وفق إحصائيات 2014، فإن الجماعة لا تزال تفتقر إلى ملاعب رياضية تلبي حاجيات شبابها وتليق بمستويات فرقها، التي ذاع صيتها في المحافل الوطنية والدولية، وبات عددها يقترب من 20 فريقا. كما أن المدينة أنجبت لاعبين معروفين على المستوى الوطني أمثال اللاعب حمزة فتاح، ابن مدرسة نادي مجد شباب سوق السبت لكرة اليد، الذي انضم منذ حوالي شهر إلى التشكيلة النهائية للمنتخب الوطني للشبان، وعدد من لاعبي نادي أمل سوق السبت لكرة القدم أمثال خالد هيدان، الذي يدرب حاليا فريقا بالسعودية، ويوسف شينا، الذي لعب في فريقي الوداد الرياضي ويوسفية برشيد وحاليا يلعب في أولمبيك خريبكة، وأيوب الحيكي، الذي يمارس حاليا في اتحاد تواركة، ناهيك عن مواهب أخرى عديدة. في هذا الصدد، يقول يوسف النصيري، وهو فاعل جمعوي مهتم بالمجال الرياضي ورئيس الشبكة الرياضية لتسيير ملعب القرب، إن "المدينة لا تزال بحاجة لترسيخ سياسة القرب في المجال الرياضي، من خلال إحداث ملاعب للقرب من أجل تقوية وتأهيل الدور الثقافي والتربوي والاجتماعي للرياضة، وجعلها من الدعامات الأساسية للتنمية الاقتصادية والبشرية". وأضاف النصيري، في تصريح لهسبريس، أنه بالرغم من المجهودات المبذولة في هذا الإطار من طرف المجلس الجماعي للمدينة والسلطات الإقليمية والفعاليات الرياضية، ما زالت سبت أولاد النمة ذات الكثافة السكانية المرتفعة والمتنوعة تشكو من انعدام ملاعب القرب مقارنة ببعض المراكز الحضرية المجاورة. وبصفته رئيسا لهيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع بالمجلس الجماعي، أكد النصيري أن الملعب الوحيد للقرب، الذي أنجز في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالمدينة، يشكو من إكراهات متعددة، ضمنها غياب مستودع للملابس ومرفق لحفظ معدات الملعب، وانعدام الربط بشبكة الماء، رغم كل المجهودات التي تمت في هذا الصدد، وضمنها إيداع ملف وطلب لدى وكالة الحوض المائي لحفر بئر بمساحة خضراء أمام الملعب. وأضاف أن "ملعب بني موسى يشكو من تدهور أرضيته، التي لم تعد صالحة لاستقبال الفرق الرياضية، مما أدى إلى توقف أنشطة هذا المرفق كليا، وتسبب ذلك في إجبار ما يقارب ألفا من الشباب ومئات من الأطفال على العودة إلى الأزقة والشوارع، مما لا يترك مجالا للمساواة وتكافؤ الفرص بين شباب وأطفال الإقليم". بدورها قالت فعاليات رياضية، في تصريحات متطابقة لهسبريس، إن الحديث في السابق عن إنشاء ملاعب للقرب وتأهيل البنية الرياضية بالجماعة لترابية ليس سوى خطاب انتخابيًّ محضً، مشيرة إلى أن المدينة قُتل فيها المجالُ الرياضيُّ جراء محاولة سطوة الفاعل السياسي على الشأن الرياضي، وأيضا بسبب استحواذ لوبي العقار على الأخضر واليابس. وبخصوص ملعب القرب بتجزئة بني موسى، يشار إلى أن محمد قرناشي، عامل الإقليم، كان قد اطلع، الجمعة الماضي، على تقرير مفصّل حول وضعية الملعب خلال زيارته للمدينة، رفقة المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، لإعطاء انطلاقة مشروع تعليمي بالمدينة، وهو ما حذا به إلى إصدار توجيهاته قصد عقد اجتماع لتحديد كل الاحتياجات، والعمل على صيانة الملعب في أقرب الآجال لتمكين الشباب والأطفال من الاستفادة منه. وبشأن القطاع الرياضي، قال ربيع مجيد، رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية بالمجلس الجماعي للمدينة: "إلى حدود الساعة أعتقد أن المجلس الجماعي نجح في تدبير هذا القطاع بالنظر إلى حجم الاستثمارات النوعية التي نجحنا في الظفر بها، والتي ستعطي دفعة كبيرة، خاصة في شقها الرياضي". وتابع قائلا: "نجحنا كمجلس جماعي في توفير الاعتمادات المالية الكافية لبناء وتجهيز ملعبين للقرب سيتم إنجازهما داخل فضاءات الملعب البلدي، وهي المرة الأولى التي ستعرف فيها المدينة بناء هاته المنشآت الرياضية وتجهيزها لتلبية الطلب الكبير لشباب وأطفال المدينة". وأبرز أن المجلس الجماعي صادق على اتفاقية لإحداث مركّبين رياضيين، ويعمل على إخراج مشروع القاعة المغطاة إلى حيز الوجود، كما يسعى إلى إعادة بناء ملعب رياضي جديد لكرة القدم لاحتضان مختلف المسابقات والبطولات الوطنية التي تشارك فيها فرق المدينة بمختلف أقسامها. كما أشار إلى أن المجلس الجماعي يباشر حاليا إصلاحات كبيرة في الملعب الجماعي، تهمُّ إعادة بناء سور الملعب، وإعادة تأهيل محيطه، وحفر بئر داخله، إضافة إلى بناء مرافق صحية ومركز للاستقبال. وكشف المستشار الجماعي ذاته أن عامل إقليم الفقيه بن صالح أعطى وعودا لإصلاح ملعب القرب بتجزئة بني موسى عما قريب، مؤكدا أن المجلس الجماعي مستعد للتدخل في الموضوع بعد التنسيق مع مصالح عمالة الإقليم، وتحديد أوجه هذا التدخل بما يتماشى وإمكانيات الجماعة والإطار القانوني للمشروع.