ولسبب لا أعرفه أنت تكرهني. "" كلما قرأتُ ما تكتب أشعر بحجم الكره الذي تُكنه لي. وكلما سمعتك تتحدث في الأشرطة القادمة من المخابئ أعجبُ كيف تربي في صدرك كل هذا الحقد. ورغم أنك لا تعرفني أصلا ولا أعرفك. فإنك تتمنى قتلي. أنا لست كما تتخيل أخي. أنا مجرد مواطن بسيط بالكاد بلغ منتصف الثلاثينات ويحمل في قلبه عمرا أكبر. أبذل جهدي كي أكون ابنا مطيعا وأبا مخلصا في ذات الوقت. لي عيوبي الصغيرة التي أجتهد كي تَخفى، ولي زلاتي التي أقترفها وأندم. أصوم رمضان مثلك وإن كنت لا أصوم الأيام الأخر. أصلي وأنقطع عن الصلاة، فأستغفر الله، وأعود. فلماذا تكرهني؟ أحاول جاهدا أن أكتب ما أتصور أني به أتواصل مع الآخرين، ولا أتعالى. أعبر عن مواقفي علنا وأصمد في وجه الشتيمة. وأواصل. إنها متعة الشعور بالمسؤولية. فضلتُ أن أحمل في كفي قلما بدل مسدس. واخترتُ أن أترك كلمة تدل على خُطاي بدل حطام فندقٍ يحترق. هذا اختياري ولا أظلم أحدا. أنا مثلك لستُ راضيا تمام الرضا عن واقع بلدي، لكني أحبها. ألتصق بهموم الناس مثلك ولا أدعي أني فارس نبيل. أعلن امتعاضي من اللصوص والفاسدين. أعلن استيائي من السلالات التي تستلذ بإذلال البسطاء، وأتمنى لو تتوقف. فلا تظننّ أني أريد أحابيك إذا أعلنت أمامك أني لست مخزنيا. ولستُ أريد أن أستفزك حين أعلن أني ملَكيّ. هل تستطيع أن تدرك الفرق؟ فلماذا تعتقد أني جبان؟ الشجاعة نبل. وليس من النبل أن أوزع الموت في الطرقات. غير أني بالمقابل أملك من الشجاعة ما يجعلني أترك كلمة باسمي، اسمي الذي قد يقود الجلاد والقاتل ورجل العصابة يوما إلى عنواني. لكنك أنت أخي، مازلتَ تتخفى في الظلام، تضع قناعا على وجهك، وتنتظر في مكان ما متمنطقا بحزام ناسف. وتلعنني. أيهما الشجاع أخي؟ من يقف في الساحة بوجه مكشوف، ويلقي في وجه العدو صرخة أو نصيحة ولا يفر، أم ذاك الذي يتنكر خلف الأسماء المستعارة والملامح المستعارة والوهم المستعار ليلقي قنبلة ويهرب؟ أدري يقينا أنك تحلم بوطن عادل ورحيم. وأنا مثلك أشاطرك الحلم بأن يتغير الوضع يوما. إنها ذات الفكرة النبيلة التي نحملها معا. فلماذا تكرهني؟ تعال، اخرج من كهفك من حقدك من يأسك. لنتعلم معا كيف نشعل بعض الضوء في هذا الوطن من أجل القادمين. فما أقسى أن تحمل في قلبك نبل الفكرة، وتحمل في كفك بشاعة التنفيذ! [email protected]