السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لدي مشكلة أعاني منها منذ سنة وهي أنه كان لي صديق عزيز أكثر من الأخ، وكنا على قدر كبير من الاحترام والأخوة، ولكن ذات يوم نشر شخص ثالث الفتنة بيننا، حيث ذهب إلى صديقي وأخبره بأنني قلت فيه كلاما جارحا وأنا والله لم أقل هذا الكلام أبدا، ومنذ تلك اللحظة أصبح عصبيا معي جدا، ثم ابتعد عني تماما وذهبت إليه عدة مرات وطلبت منه أنا السماح بالرغم من أنني لست أنا المخطئ، لكنه رفض ووصل به الحال أنه إذا رآني في طريق يتخذ طريقا آخر، فابتعدت نهائيا حفاظا على كرامتي، وبعدما أديت واجبي أمام الله. والمشكلة الآن أنه وفقه الله في حياته وتبوأ أرقى المناصب في العمل وأصبحت أحس بنوع من الغل والحقد تجاهه، ما الحل؟ صالح صديقك فإن رفض فانْس أمره أخي الكريم : إن الأخوة في الله لها متعة كبيرة جدا في نفس المتآخين والمتحابين في الله، وهي رباط قوي بين المسلمين، وخاصة إذا لم يكن بينهم أموال يتعاطونها ولا مصالح أو قرابة .. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :إن لله عبادا يغبطهم الأنبياء والشهداء، وماهم بأنبياء ولا شهداء بمكانهم من الله عز وجل، والسبب أخي العزيز هو أن هؤلاء العباد متحابون في الله، كما أن الله تعالى يظل في ظله غدا يوم القيامة رجلين تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه.. وللأخوة في الله فوائد عميمة وأجر كبير، ولذلك كان أول شيء فعله الرسول الكريم عند هجرته إلى المدينة هو التآخي بين الأنصار والمهاجرين لتقوية النسيج الاجتماعي في الأمة. والحالة التي تعيشها أخي تحدث للكثير من الناس، فالذي حدث بينكما هو نميمة تدخل بها نمام ليفرق بينكما، وأنت أديت ما عليك وشرحت لصديقك، وإذا لم يتفهم هو هذا الأمر فذاك شأنه، لكن أن ينتقل هذا الأمر إلى حقد وغل لك عليه بسبب ترقيته بسبب مستواه الاجتماعي أو المادي فهذا الأمر غير صحيح وغير سليم أبدا. فالحقد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، ونحن أخي بحاجة أن نقوي زادنا من الحسنات. والغل يضع غشاوة على القلب أمام نور الأخوة . فأنت يمكنك أن تغبطه - وهو غير الحسد - أي أن تتمنى لك هذه المرتبة دون أن تتمنى أن تزول عنه تلك النعمة، وهذا قد يحرك في نفسك نوعا من المنافسة الشريفة، يضاف إلى ذلك التيسير والرضا الإلهي عنك بدلا من الحقد والغل الذي لن ينفعك لا في الدنيا ولا في الآخرة. وأعلم أن الحقد والغل لن يزيل عن صديقك تلك النعمة، ولن يمكنك أنت من الوصول إليها، وهذه أمور غير مشروعة، فطهر نفسك أخي من هذه الأخلاق الذميمة بالتوبة النصوح وكثرة الاستغفار والذكر لله سبحانه وتعالى وقراءة القرآن والإكثار من النوافل. إن الحسنات يذهبن السيئات. وفي الأخير أطلب منك شيئا اتجاه صديقك وهي أن تكتب له رسالة تشرح له فيها حقيقة ما وقع بينكما وتؤيد ذلك بأحاديث وآيات تؤيد كلامك وتعيد صفاء الأخوة بينكما، وأنك بهذه الرسالة تود صلة الرحم معه وتجديد العهد، فإذا أجابك فذاك شيء جميل وإن لم يفعل فانس الأمر. المهم هو أنك فعلت ما عليك. والله الموفق