بعد أسبوع من بلوغ درجات الحرارة أرقاما قياسية في عدد من مناطق المملكة، حيث فاقت 47 درجة مئوية في بعضها، يضع الكثير من سكان المناطق المهددة بالحرائق أيديهم على قلوبهم خوفا من شبح تكرار سيناريو الصيف الماضي، الذي أتت فيه ألسنة اللهب على أزيد من 27 ألف هكتار شمال البلاد. ويتضاعف حجم الخوف لدى المواطنين القاطنين بالمداشر والقرى الموجودة في المناطق الحساسة والمعرضة لخطر اندلاع الحرائق الغابوية، التي تحددها الوكالة الوطنية للمياه والغابات، بشكل يومي، خصوصا مع تزامن الموجة مع اقتراب عيد الأضحى. ووفق آخر تحيين للخريطة التي تصدرها الوكالة الوطنية للمياه والغابات، بناء على معطيات علمية، من أجل استباق ظاهرة حرائق الغابات على الصعيد الوطني، فإن توقعات اليومين المقبلين تضع إقليمي طنجةأصيلة وتاونات على رأس المناطق الأكثر تهديدا بخطر الحرائق، إذ صنفا في مستوى أحمر مع خطورة قصوى. وانطلاقا من البيانات التي حصلت هسبريس على نسخة منها فإن درجة الخطورة مرتفعة ومستوى اليقظة برتقالي في كل من أقاليم شفشاون، والعرائش، والقنيطرة، وسيدي سليمان، والرباط، والخميسات، وتازة، وصفرو، وإفران، خنيفرة، وبني ملال، وأزيلال، والصويرة وأكادير اداوتنان. وبلغ مستوى الخطورة درجة متوسطة في أقاليم تطوان، ووزان، وبنسليمان، وبركان، وجدة وتارودانت. ودعت الوكالة إلى توخي "الحيطة والحذر من طرف الساكنة المجاورة للمجالات الغابوية أو العاملين بها، وكذلك من طرف المصطافين والزوار"، موردة أن عليهم تفادي "أي نشاط قد يسبب اندلاع الحريق، كما عليهم إبلاغ السلطات المحلية بسرعة في حال رصد أي دخان أو سلوك مشبوه". ووفق البيانات المعلنة فإن نوعية الغطاء الغابوي وقابليته للاشتعال والاحتراق؛ فضلا عن التوقعات المناخية والظروف الطبوغرافية للمناطق، تمثل عاملا رئيسيا في تحديد خريطة المناطق الأكثر عرضة لمخاطر الحرائق وتهديداتها. وانطلاقا من البيانات ذاتها يبدو أن خطر الحرائق يتهدد المناطق نفسها التي شهدت السنة الماضية موجة من الحرائق التي أتت على الأخضر واليابس، واتهمت نيرانها آلاف الهكتارات من الغطاء الغابوي الممتد في أقاليم العرائشوشفشاون ووزان وتاونات، وطنجةوتطوان، مخلفة أضرارا اقتصادية كبيرة لساكنة المناطق المتضررة من الكارثة الطبيعية. وما يزيد حجم المخاوف والخطر المحتمل لنشوب الحرائق هذه السنة توالي النشرات الإنذارية التي تطلقها المديرية العامة للأرصاد الجوية، وكان آخرها اليوم الإثنين، إذ توقعت أن تتراوح درجات الحرارة ما بين 45 و47 درجة اليوم وغدا الثلاثاء بكل من أقاليم العرائش، ووزان، والقنيطرة، وسيدي قاسم، وسيدي سليمان، والخميسات، وأقاليم أخرى. وتمثل الأقاليم المعنية بتسجيل أعلى درجات حرارة البؤر الرئيسية للحرائق التي خيمت على البلاد الصيف الماضي، وشردت سكان عشرات الدواوير والمداشر وأودت بحياة 4 أشخاص. وأمام هذا التوجس والحذر الذي يسيطر على سكان المناطق المهددة بالحرائق رفعت السلطات المعنية من درجة يقظتها، وعززت أسطولها الجوي الخاص بمكافحة الحرائق، استعدادا لمواجهة أي طارئ في الصيف الذي يبدو أنه سيكون طويلا وشديد الحر على البلاد والعباد.