تواصلت جهود الإنقاذ، أول أمس السبت، بمزيد من التعزيزات لإطفاء الحرائق التي تجتاح منذ أربعة أيام مناطق غابوية شاسعة بشمال المملكة، وقد تسببت هذه الحرائق في وفاة شخص على الأقل. فيما ساهمت درجات الحرارة المرتفعة جدا والتي تقترب من 40 درجة إضافة إلى قوة رياح الشرقي، التي تفوق في بعض المناطق 20 كلم في الساعة، في زيادة سرعة انتشار هذه النيران وانتقالها من نطاق غابوي إلى آخر، مما عقد مهمة فرق التدخل البرية. وفي تصريح إعلامي، أفاد فؤاد العسالي، رئيس المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية بالوكالة الوطنية للمياه والغابات، بأنه تمت محاصرة حوالي 50 في المائة من الحريق الواقع بين جماعات سوق القلة وتطفت وبوجديان بإقليمالعرائش، و75 في المائة من الحريق الثاني الواقع بجماعة ساحل المنزلة بإقليمالعرائش، مع الإبقاء على الحيطة والحذر مخافة تجدد النيران بسبب هبوب الرياح. ويعتبر إقليمالعرائش، الأكثر تضررا من هذه الحرائق، حيث اجتاحت النيران مساحات شاسعة من غابات وحقول الأشجار وعددا من المنازل بمنطقة "بني يسف آل سريف". وقد أتى الحريق بهذا الإقليم على نحو 4660 هكتارا، بينما جرى إجلاء 1325 أسرة موزعة على 19 دوارا قرية، حفاظا على سلامتهم. وفي محاولة لوقف اتساع رقعة الحرائق، قامت أربع طائرات من نوع "كانادير" تابعة للقوات الجوية وأربع طائرات أخرى من نوع "توربو ثراش"، بطلعات جوية لصب المياه في محاولات حثيثة لإخماد السنة اللهب، وذلك بالموازاة مع انتشار مئات من عناصر الوقاية المدنية والقوات المساعدة والقوات المسلحة الملكية والمياه والغابات وأعوان الإنعاش الوطني والمتطوعين. أما بمدينة القصر الكبير وهي إحدى أكثر المناطق التي يصعب الوصول إليها وهي عرضة أكثر للخطر، فقد انتشرت منذ يوم الجمعة الماضي، تعزيزات إضافية من القوات المسلحة الملكية وعناصر الجيش، لمحاصرة الحريق الذي أتى على مئات الهكتارات من أراضي الغابات في أقاليم وزانوتطوانوتازة المجاورة. وفي مواجهة الحريق الغابوي بغابة "باب ازهار" بجماعة الصميعة بإقليمتازة، واصلت فرق التدخل طيلة نفس اليوم، مجهوداتها للسيطرة على ألسنة اللهيب المتمددة . وبحسب مصادر محلية، فإنه وإلى غاية نفس اليوم، تم تعزيز جهود التدخل الميداني باستقدام تعزيزات بشرية ولوجستيكية للقوات المسلحة الملكية، ومواصلة التدخل الأرضي على مستوى أربع بؤر للحريق بواسطة فرق مكونة من أفراد القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية ومصالح المياه والغابات والسلطات المحلية، بدعم من متطوعين من ساكنة الدواوير المجاورة. وأكدت نفس المصادر استمرار التعبئة من أجل إسعاف ساكنة الدواوير والمداشر المتضررة، من خلال نقل السكان بعيدا عن أماكن الخطر حفاظا على سلامتهم، مع تأمين المساكن المهددة عبر إحداث خنادق معيقة لتقدم النيران واجتثاث الأعشاب الثانوية الشديدة الاشتعال. وحسب المصادر ذاتها، فقد تم تشكيل فرق مداومة لتتبع ومراقبة المناطق التي تم التدخل بها مخافة تجدد نشوب النيران جراء تسارع الرياح وارتفاع درجة الحرارة، مشيرة، إلى اتساع المساحة التي طالتها النيران والتي ما يقارب 550 هكتار من الغطاء الغابوي. أما بالمنطقة الغابوية المتواجدة على مستوى جماعتي تاسيفت وتلمبوط بإقليمشفشاون، فقد مكنت الجهود المتواصلة لفرق التدخل نسبيا، من التحكم في محيط النيران التي تعرفها المنطقة. وبحسب مصادر محلية، فقد عرفت المنطقة تنفيذ 12 طلعة إطفائية جوية لصب المياه بواسطة طائرات متخصصة في إخماد النيران من نوع "كانادير" تابعة للقوات الجوية الملكية وأخرى من نوع "توربو تراش" تابعة للدرك الملكي. وفي حصيلة مؤقتة للخسائر التي طالت الغطاء الغابوي، تقول ذات المصادر، فقد امتدت رقعة هذا الحريق إلى حوالي 80 هكتارا مشكلة أساسا من البلوط الفليني والبلوط الأخضر والأرز. في نفس الإطار، من أجل الحيلولة دون توسع حريق غابة "جبل أمزيز" على مستوى جماعتي زومي ومقريصات، بإقليموزان، حيث تضررت مساحة غابوية تقدر ب 400 هكتار، تم استقدام تعزيزات بشرية مكونة من المئات من أفراد القوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة من أجل دعم فرق التدخل الأرضي للتصدي للنيران، حتى لا تطال التجمعات السكنية أو القطاع الغابوي المحاذي والمقدرة مساحته بما يقرب 3000 هكتار. ونظرا لوعورة تضاريس المنطقة، جرى تنفيذ 80 طلعة جوية لصب المياه بواسطة الطائرات لمحاصرة رقعة النيران. ووفق مصادر محلية،، فقد تمت السيطرة على الحريق الذي كان قد اندلع بغابة "جبل مولاي عبد القادر" بجماعة زومي، في وقت سابق من نفس اليوم، مبرزة أنه التهم حوالي 5 هكتارات من المساحة الغابوية. كما أشارت المصادر نفسها، إلى أنه تم عشية نفس اليوم، أيضا تسجيل اندلاع حريق ثالث قرب دوار "فتراس" بجماعة عين بيضاء، حيث تجندت الجهات المختصة بمساعدة الساكنة المحلية من أجل التصدي للحريق الذي طال إلى حدود الساعة، 2 هكتارات من الغطاء النباتي، دون تسجيل إصابات بشرية. أما بخصوص حريق غابة بني ايدر بإقليمتطوان، والذي طالت خسائره 220 هكتارا، فقد تم تنفيذ 34 طلعة إطفائية جوية لصب المياه بواسطة طائرات متخصصة في إخماد النيران من نوع "كانادير" تابعة للقوات الجوية الملكية وأخرى من نوع "توربو تراش" تابعة للدرك الملكي، وتسخير العديد من المعدات والوسائل التقنية، من ضمنها ناقلات صهريجية وشاحنات للتدخل الأولي وسيارات نقل وإسعاف وجرافات وكاسحات وآليات أخرى للإطفاء. كما جرى نقل 265 شخصا من ساكنة 4 دواوير بعيدا عن بؤر النيران، ضمانا لسلامتهم