أفادت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس" فجر السبت أنّ الإجراءات الأمنية تمّ تشديدها في موسكو في أعقاب دعوة قائد مجموعة "فاغنر" إلى تمرّد مسلّح ضدّ القيادة العسكرية. ونقلت "تاس "عن مسؤول أمني لم تسمّه قوله إنّه "تمّ تشديد الإجراءات الأمنية في موسكو. المواقع الأكثر أهمية تخضع لإجراءات أمنية مشدّدة"، وكذلك "أجهزة الدولة ومنشآت النقل". وفي غضون ذلك قال يفغيني بريغوجين قائد مجموعة "فاغنر" إن قواته دخلت الأراضي الروسية بعد عبور الحدود الأوكرانية وإنه ورجاله سيدمرون كل من يعترض طريقهم ومستعدون للمواصلة حتى النهاية. واتّهمت السلطات الروسية الجمعة بريغوجين بالسعي إلى إشعال "حرب أهلية" في البلاد بسبب دعوته العسكريين للانتفاض على قيادتهم، مناشدة مقاتليه القبض عليه. وقال جهاز الأمن الفدرالي الروسي في بيان إنّ "تصريحات بريغوجين وأفعاله هي في الواقع دعوة لبدء نزاع أهلي مسلّح على أراضي الاتّحاد الروسي وطعنة في ظهر الجنود الروس الذين يقاتلون القوات الأوكرانية الموالية للفاشية"، مطالباً مقاتلي فاغنر ب"اتّخاذ إجراءات لاعتقاله". من جهته دعا الجنرال الروسي النافذ سيرغي سوروفكين الجمعة مقاتلي "فاغنر "إلى "التوقّف" والعودة إلى ثكناتهم "قبل فوات الأوان". وقال سوروفكين في تسجيل فيديو بثّه على تطبيق تلغرام صحافي في التلفزيون الرسمي الروسي "أخاطب مقاتلي مجموعة فاغنر وقادتها (...) نحن من الدم نفسه، نحن محاربون. أطلب (منكم) أن تتوقفوا (...) قبل فوات الأوان، يجب الانصياع لإرادة وأوامر الرئيس الروسي" المنتخب من الشعب. والمواجهة، التي ظلت الكثير من تفاصيلها غير واضحة، هي أكبر أزمة داخلية يواجهها بوتين على ما يبدو منذ أن أرسل آلاف الجنود إلى أوكرانيا في فبراير من العام الماضي فيما وصفها بأنها "عملية عسكرية خاصة". واتهم بريغوجين وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو ورئيس هيئة الأركان العامة الجنرال فاليري غيراسيموف بعدم الكفاءة وحرمان قواته من الذخيرة والدعم. لكنه تجاوز خطا جديدا أمس الجمعة على ما يبدو في صراعه المتصاعد مع وزارة الدفاع، قائلا إن منطق الكرملين في غزو أوكرانيا يستند إلى أكاذيب اختلقها كبار ضباط الجيش.