بدأ المعتقلون الإسلاميون التابعون لتيار "السلفية الجهادية" في السجون المغربية إضرابا مفتوحا عن الطعام أمس الجمعة؛ احتجاجا على "اختطاف" رفيقهم حسن الحسكي وترحيله قسرا إلى السجون الإسبانية تلبية لطلب مدريد. "" واعتبر المعتقلون في بيان وصل "إسلام أون لاين.نت" نسخة منه أن ترحيل الحسكي إلى ما وصفوه ب"محاكم التفتيش" الإسبانية يعد "جريمة منكرة، وفضيحة عظمى أتت على ما تبقى من ورق التوت، وتمت على حساب السيادة الوطنية التي تمنع تسليم مواطن مغربي للإسبان". وفي تصريح صحفي اليوم، أوضح عبد الرحيم مهتاد، رئيس جمعية النصير للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، أن أجهزة الأمن المغربية نقلت الحسكي من سجن سلا المجاور للعاصمة الرباط إلى سجن عكاشة بمدينة الدارالبيضاء قبيل ترحيله إلى إسبانيا -لأسباب لم يعلن عنها لا من جانب الرباط ولا من جانب مدريد- التي أدانته قضائيا في وقت سابق بالتورط في تفجيرات قطارات مدريد يوم 11-3-2004. وبحسب مهتاد فإن الحسكي كان يصرخ بأعلى صوته لدى إرغامه من طرف أفراد الأمن على الصعود إلى الطائرة المتجهة إلى مدريد؛ حيث كان يرغب في أن تتم إعادة النظر في محاكمته داخل المغرب، وليس في إسبانيا، التي يردد أنه تعرض فيها هو ومعتقلون آخرون مغاربة ومن جنسيات عربية أخرى إلى "أبشع أنواع الإهانة والتجريح والضرب". خرق واضح واعتبر محاميه، خليل الإدريسي، أن ترحيل الحسكي بالقوة في حالة صحية متدهورة جراء خوضه إضرابا عن الطعام يعد "خرقا واضحا لحقه في العدالة". وكانت المحكمة الوطنية العليا في مدريد قضت بالسجن 14 عاما على الحسكي؛ بتهمة التورط في تفجيرات مدريد، ثم خففت العقوبة إلى سنة فقط، قبل أن ترحله إلى المغرب في أكتوبر 2008. وفي المغرب برأته محكمة ابتدائية من تهمة الانتماء إلى جماعة "إرهابية" ساهمت في تفجيرات الدارالبيضاء 16-5-2003، غير أن محكمة الاستئناف في سلا ألغت حكم البراءة في فبراير الماضي، وأصدرت في حقه حكما بالسجن 10 سنوات؛ ليتم ترحيله إلى إسبانيا لأسباب غير معلنة. "صاحب الصراصير" وتأتي احتجاجات زملاء الحسكي المعتقلين على ترحيله؛ تعبيرا عن تخوفهم من تعرضه مجددا ل"التعذيب". ففي رسالة بعث بها من داخل سجن سلا في يناير الماضي، قال الحسكي "إنه تم اعتقاله في إسبانيا ضمن موجة اعتقالات واسعة وعشوائية نفذتها السلطات الأمنية في حق مهاجرين عرب ومغاربة، ليس لشيء سوى أن تقنع الرأي العام بأنها نجحت في محاصرة مرتكبي تفجيرات مدريد". وأضاف في الرسالة التي وصلت "إسلام أون لاين. نت" نسخة منها: "عاملونا (في السجون) كما يعامل معتقلو جوانتانامو (المعتقل الأمريكي سيئ السمعة بكوبا).. عانينا من العنصرية الشديدة، والسب، والشتم، والاعتداءات المتكررة التي وصلت إلى الطعن بالسكاكين"، مضيفا أن الشكاوى المتعددة التي أرسلها هو وزملاؤه إلى القضاة والمسئولين لم تلق صدى يذكر. وشرح في رسالته المطولة كيف أنه ظل يرحل من سجن إلى آخر، وكيف تم وضعه داخل الزنازين الانفرادية لشهور طويلة، كما منع من القراءة في المصحف الشريف". وبحسب تقديره فإن السلطات الإسبانية كانت تبحث "عن أكباش فداء لإسكات الرأي العام الإسباني المشحون، فكنا نحن الضحية (...) عشنا ظروفا أشد من تلك التي عانى منها معتقلو جوانتانامو، وشهد بذلك المحامون أمام المحكمة". وللتدليل على رأيه ذكَّر الحسكي ب"قصة الصراصير" التي فضحتها وسائل الإعلام الإسبانية؛ إذ زورت عناصر من الشرطة وثائق تتعلق بمبيد حشري وجد في منزله، وسجلتها على أنها مواد كيميائية من النوع الذي يستخدم في العمليات التفجيرية"، ليعرف الحسكي بعدها في وسائل الإعلام الإسبانية ب"صاحب الصراصير". وبرغم غياب أي إثبات في حق الحسكي، ونفي كل الشهود صحة الاتهامات التي وجهت إليه، فإن النيابة العامة الإسبانية أصرت على إدانته، وطالبت بسجنه 40 ألف سنة.. وبعد الحكم عليه ابتدائيا بالسجن 14 عاما في أكتوبر 2007 تم تخفيف الحكم إلى سنة واحدة في مرحلة الاستئناف في يوليو 2008. إسلام أونلاين