هنا والآن، لا أتحدث عن "الشيخة" كاسم علم مؤنث كما هو متعارف عليه في المشرق؛ ولكن عن "الشيخة" كاسم علم مؤنث كما هو متعارف عليه عندنا في المغرب، وفي مناطق بعينها؛ ومنها منطقة الشاوية – سطات، حيث ارتبط اسم الشيخات بالفرجة وبالخصوص في البادية – (وهذا لا ينفي ارتباط الشيخات بالتراث اللامادي من حيث السرد الشفوي لمحطات تاريخية مهمة من تاريخ المغرب – خربوشة والقايد عيسى مثلا). ولا يمكن أن تتخيل حفل زفاف في البادية / القرية بدون حضور فرقة الشيخات، أو كما يسمى ب"ارباعة الشيخات" بقيادة كوامانجي شهير "عازف الكمان" والذي لا يضعها كما اعتاد عازف الأوركسترا أو "الكورال" على كتفه بل يضعها على فخذه.. المهم هو إمتاع الحضور من المدعوين بالغناء وهز مشاعرهم بكلمات وألحان تدخلهم في نوبات من الحال تنسيهم هموم اليومي وتدفعهم إلى السخاء بما في جيوبهم من أموال، وهم ما يعرف ب"لغرامة" وتعليق الأوراق النقدية للشيخات في كل مكان من جسدهن... فما دامت "لغرامة" فالشيخة " صابرة على..... ومتوقعة أي تصرفات من الجمهور، سواء من الكهلة أو الرجال أو حتى تصرفات الشباب والمراهقين الذين يقيسون فحولتهم في هذه المناسبة السعيدة التي لا تتكرر إلا مرة واحدة في صيف كل سنة فلاحية. أما النساء فمحرم عليهن الحضور أو الاختلاط بالرجال إلا من استرقت السمع والبصر من وراء جدار. ليس المهم هو رسم هذه اللوحة عن عرس في البادية بالأمس خلال فترة السبعينيات أو الثمانينيات؛ ولكن هذه اللوحة تتكرر عندنا اليوم في بعض المؤسسات التي يكثر فيها من يتقمصون دور "الشيخة" ما دامت هناك "غرامة".