يمتح كتاب جماعي جديد، تم تقديمه مساء الخميس بالرباط، بحضور شخصيات بارزة من بينها مستشار الملك، أندري أزولاي، من الذاكرة العميقة للمغرب الشرقي ليرصد أبرز معالم التراث الثقافي والحضاري ليهود هذه المنطقة من خلال سرد النصوص وبث الصور المعبرة عن هذه الطائفة. ويقول مؤلفو كتاب "ذاكرة يهود المغرب الشرقي"، الصادر عن منشورات "مفترق الطرق"، بمبادرة من وكالة الشرق، إن "المؤلف يقتفي آثارا ما تزال حية لماض مشترك"، كما يتتبع معيش أقدم طائفة في المغرب، وتفاعلها مع الآخر". ومزج الكتاب، الذي يوجد في 213 صفحة، بين النص السردي والتوثيق بالصورة، وهو الأول من نوعه المنشور في المغرب، لإبراز الواجهة الشرقية لتاريخ التراث العبري المغربي، والذي اعتبره الدستور "أحد الروافد القديمة للهوية الوطنية". وأخذ الكلمة بهذه المناسبة المستشار أزولاي، رئيس مؤسسة أنا ليند، الذي أشاد بالتماسك، والعمق والتفرد الذي يتميز به هذا المؤلف الذي يحكي ويصور، لأول مرة، "ذاكرة اليهود في المغرب الشرقي". وأورد أزولاي أن "الكتاب جاء ليملأ فراغا، باسترجاع الجزء اليهودي في تاريخنا"، مضيفا "أن هذا المؤلف ليس ثمرة سعي هوياتي، أو بمنطق الطائفة اليهودية بالمغرب، بل هو تعبير عن ما يمليه علينا دستورنا". وأكد المتحدث أن "المغرب يعد أكثر من أي وقت مضى، رائدا في البحر الأبيض المتوسط"، مشيرا إلى أن "المقاربة المغربية، الرائدة في المجال، تجد امتدادها في بلدان مغاربية أخرى، وفي الشرق الأوسط، وهي بلدان ترغب في استكشاف تاريخها بدون طابوهات". وبدوره قال عبد القادر الرتناني، مدير دار النشر "مفترق الطرق" إن الكتاب، فضلا عن المعطيات التاريخية التي يتضمنها، يدعو القارئ لاكتشاف خصوصيات الذاكرة اليهودية في المغرب الشرقي"، مضيفا أن هذا العمل يخرج عن التحليل التاريخي لينصب حول المعيش اليومي لليهود في المغرب الشرقي". ومن جهته اعتبر رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إدريس اليزمي، أن هذا الإصدار الجديد دليل على انطلاق "مسلسل الاستعادة متعددة الأبعاد لتاريخنا"، متابعا بأن "المجلس يواكب هذه الحركية التي تندرج ضمن منطق الرقي بحقوق الإنسان، وتكريس القيم الكونية المتمثلة في التعدد والمساواة".